تحدى الرئيس السوداني عمر البشير أمس مذكرة اعتقال بحقه صادرة من المحكمة الجنائية الدولية وحضر احتفال كينيا بتوقيع دستورها الجديد. وطغى حضور البشير على احتفالات كينيا بالتوقيع على الدستور الجديد الذي يأمل الكينيون في أن يكون بشيرا بمستقبل مختلف لكينيا. واحتجت المنظمات الحقوقية الدولية ومن بينها الجامعة الدولية لرابطات حقوق الإنسان ومنظمة "لا سلام دون عدالة" على الفور، قائلتين إن وجود البشير يشوه سمعة كينيا. يشار إلى أن كينيا من الدول الموقعة على معاهدة روما التي تأسست بموجبها المحكمة الجنائية. وأخذ الرئيس السوداني موقعه بين الزعماء الأفارقة في متنزه "أوهور بارك" وسط المدينة للاحتفال بتوقيع الدستور الجديد. وفشلت محاولات الاتصال بمسؤولين حكوميين للتعليق على وجود البشير في نيروبي لكن وزير الخارجية الكيني موزيس ويتانجولا صرح بأنه لن يعتقل. وقال :"إنه موجود هنا بناء على دعوة منا إلى كل جيراننا ودول جنوب القارة لحضور لحظة تاريخية بالنسبة لكينيا.. إنه ضيف على الدولة.. والمرء لا يؤذي ضيفه أو يحرجه. ليس هذا من قيم أفريقيا". وكانت منظمة هيومان رايتس ووتش ومقرها نيويورك قد طلبت من كينيا في وقت سابق الوفاء بالتزاماتها واعتقال البشير. وقالت إليز كبلر المستشارة ببرنامج العدل الدولي بمنظمة هيومان رايتس ووتش "ستلطخ كينيا احتفالها بالدستور الذي طال انتظارها له إذا ما رحبت بهارب من العدالة الدولية في احتفالاتها". وأضافت "بل الأسوأ ..أن استضافة البشير ستطرح تساؤلا عن التزام كينيا بالتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية في تحقيقها الخاص بكينيا". ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون كينيا إلى اعتقال الرئيس السوداني وتسليمه الى المحكمة الجنائية الدولية لمواجهة تهم ارتكاب عمليات إبادة في اقليم دارفور. وقالت اشتون في بيان أصدره مكتبها إنها تشعر "بالقلق لزيارة الرئيس عمر البشير إلى كينيا، الدولة الموقعة على ميثاق روما الخاص بالمحكمة الجنائية الدولية". وأضاف البيان أن اشتون "تحث كينيا على احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي واعتقال وتسليم المدانين من قبل المحكمة الجنائية الدولية". وعاد الرئيس السوداني إلى الخرطوم عصر أمس مختتما زيارته إلى كينيا. وكان قضاة المحكمة الجنائية الدولية قد قرروا أمس "إبلاغ" مجلس الأمن الدولي بوجود الرئيس السوداني في كينيا وذلك بغية اتخاذ "الإجراءات المناسبة". وجاء في بيان أن المحكمة "تبلغ مجلس الأمن في الأممالمتحدة ومجموعة الدول الموقعة على ميثاق روما بوجود عمر البشير على أراضي جمهورية كينيا وذلك من أجل أن يقوموا باتخاذ أية إجراءات يرونها مناسبة".