مع اقتراب موعد الغروب في كل يوم من أيام شهر رمضان تتسابق العمالة الوافدة للبحث عن موائد الإفطار داخل الأحياء وساحات المساجد والتي يتم تجهيزها على شكل موائد ممتدة في ساحات المساجد الخارجية وداخل الأحياء باعتبارها أحد طرق التكافل الاجتماعي. وتقدم موائد الإفطار عادة للغرباء والعمالة الكادحة والمسافرين وقد تكون ملجأ لبعض الموظفين الذين أجبرهم الزحام المروري "الذي أصبح سمة من سمات مدينه جدة " على التوقف ومنعهم من التمتع بالإفطار مع أسرهم مما يدفعهم إلى موائد الرحمن بعد أن دخل موعد أذان المغرب وغلبهم الوقت. "الوطن" التقت بصاحب مطعم "مرحبا" يوسف أفندي وهو متخصص في تجهيز موائد الإفطار للمساجد فقال: كل عام نقوم بتجهيز وجبات متنوعة وتوصيلها لموائد الإفطار حسب رغبة الأشخاص الذين يقومون بالاتفاق معنا طيلة شهر رمضان فهناك من يحرص على أن تكون هذه الموائد ممتدة على مساحة واسعة وتكفي ما يقارب 1300 شخص . وأكد أن أكثر ما يراعى في هذه الموائد أن تكون الوجبات التي تضمها مناسبة للجاليات التي تقدم لها فهناك من يتطلب أطباقا متنوعة تقدم للصائمين مابين الأطباق الهندية والمأكولات البنجلادشية والمصرية باعتبار أنها أكثر الجاليات التي تزور هذه الموائد في ساحات المساجد والحارات والأحياء المختلفة. وأضاف نحرص خلال إعداد هذه الموائد على تقديم طبق رئيسي عبارة عن صحون متوسطة من الشوربة إلى جانب الأصناف الأخرى , وهناك من الأشخاص من يحرصون على الاتفاق معنا على تجهيز وجبات مغلفة بعيداً عن الموائد الرمضانية يقومون بتقديمها للمسافرين على الطرق السريعة وهذه الوجبات عبارة عن مياه ولبن وتمر وسمبوسة إلى جانب حلويات معينة . ومن جهته قال إمام المسجد صالح عبد الرزاق نحرص كل عام على إيجاد موائد الرحمن للجميع ولكن لابد أن تراعى في هذه الموائد جنسيات الجاليات والعاملين الذين يترددون عليها وذلك لتوفير أصناف الطعام الذي يرغب في تناوله هؤلاء، فمن المتعارف عليه أن هذه الجاليات تختلف في المأكل والمشرب فلكل جنسية أصناف من الطعام الخاص بها . وتنصب الموائد خارج المسجد حتى لا تضرّ بفرش المسجد وتؤذي المصلين, وتكون ترتيبات هذه الموائد بعد الاتفاق مع الجهات المسؤولة حيث ترسل إلينا أسماء أصحاب السفر قبل رمضان بيوم حتى يتم ترتيب الأماكن المحددة لها. ويشير إلى أن أكثر الإقبال على موائد الرحمن يكون من الجاليات العاملة في جدة في أعمال بسيطة خاصة العمال البنجلاديشيين والهنود بنسبة 90 % ونجد أن الجالية البنجلادشية هي أكثر المستهلكين للطعام على هذه الموائد. وأكد أن الفائض من موائد الإفطار يتم تغليفه في أطباق بلاستيك ويتم توزيعه على الأسر المحتاجة بعد الاتفاق مع عدد من الشباب المتطوعين الذين يحرصون على التواجد الدائم للمساهمة في ترتيب الموائد ورفع الفائض منها لتوزيعه على المحتاجين . ويقول أحمد جلال "عامل في مجال المقاولات" تعودتُ في شهر رمضان من كل عام على الحضور قبل موعد الإفطار لهذه المائدة التي حرص أصحابها على إقامتها ما يقارب 11 عاماً في هذا الحي حيث يتم الاجتماع بالعديد من الجنسيات من كافة الجاليات وهذا مما يقلل شعورنا بالغربة والبعد عن الأهل في هذا الشهر الفضيل , مشيرا إلى أن هذه الموائد تقدم للعمال الحل الأمثل في الحصول على إفطار متنوع وفي أجواء روحانية . من جهته يرى عبد الحق خان أن هذه الموائد الرمضانية تقدم شتى أنواع المأكولات التي تكون طازجة وتراعي عادات وتقاليد كل جنسية في المأكل والمشرب فهناك من يحرص على تقديم موائد خاصة لكل جنسية تحتوي على أصناف الطعام الخاصة بكل جنسية .