طغى التعصب هذا الموسم بشكل لافت على أجواء الكرة السعودية، وترك آثاره عليها بشكل جلي، وبات الصراع خارج الميدان موازياً إن لم يتخطى ويتجاوز ما يحدث في المستطيل الأخضر من تنافس. وفي وقت رمى فيه كثيرون كرة التعصب في مرمى الإعلام والجماهير، رأى آخرون، وهم ليسوا قلة أيضاً، أن المسؤولين ورؤساء الأندية لديهم بدورهم نصيب من "النفخ" في هذا التعصب وإيصاله إلى حدود بالغة الخطورة، عبر إطلاقهم تصريحات تكرس العنصرية، وتخرج التنافس من حدوده في الميدان، وتصل به إلى حدود العنصرية المقيتة. ولم يعد التعصب نتيجة لاختلاف الميول، بل دخلت فيه نعرات أخرى مقيتة فاقت الحد في المواسم الثلاثة الأخيرة، وبلغت ذروتها هذا الموسم. وفي وقت كشفت فيه بعض البرامج الإذاعية كم التعصب الموجود من خلال رصدها لما يراه الجمهور، ومنها (بين اثنين، وقول رأيك) على محطة يو إف إم الرياضية، جاءت التصريحات التي تعقب المباريات ويطلقها المسؤولون لتؤكد أن هؤلاء لا يقلون عن الجماهير تعصبا. وعبر مدير إذاعة يو إف إم محمد الخميس، عن صدمته من الوسط الرياضي، وأنه لم يكن يتوقع أنه يجد فيه هذا الكم من التعصب. أما الإعلامي طارق الحماد مقدم برنامج "بين اثنين" فيقول إن التعصب متفش في الرياضة السعودية، مؤكداً أن من يقوده هم أشخاص بينهم إعلاميون ليس لديهم مشكلة في الظهور بأي وسيلة كانت وبأي طريقة، وهؤلاء أوصلوا الجماهير إلى عدم تقبل أو تحمل أي عبارة. وشدد الحماد على ضرورة التمييز بين الرأي والمعلومة، وقال "المشكلة أنه اختلط الأمر بين المفهومين، وبات الجمهور يصنفنا بناء على آرائنا المبنية على الحجج.. وقد زاد التعصب كثيراً هذا الموسم لأن الكل أصبح موجوداً في تويتر وفي المنتديات وفي الواتس آب، وغيرها من برامج التواصل الاجتماعي، وهذا الحجم الكبير من الحرية سبب انفلاتاً وعدم انضباط". وختم "كنت ألوم بعض الزملاء الإعلاميين على طرحهم وخروجهم عن النص الذي أججوا من خلاله الجمهور الرياضي، ولكن اليوم ألوم الجماهير الرياضية التي أصبحت لا تفرق بين الغث والسمين". ومن جانبه، أكد مقدم برنامج "قول رأيك" عبدالعزيز الجوهر، أن "التعصب والاحتقان زادا هذا الموسم لأن الجماهير تتأثر بما يقوله المسؤولون والإعلام، وتردد كلامهم". وأضاف "في برنامجنا نحرص على أن نوصل رسالة للجمهور بأن يكون له رأيه دون أن يتأثر بأحد، ودائماً عندنا في البرنامج تذكر أسماء إعلاميين هم أساساً يزيدون من التعصب.. وفي تويتر الوضع على أشده حتى وصل البعض إلى درجة تحريف الآيات القرآنية". وزاد "كنا نخاف أن يخلق التعصب مشاكل في البيت الواحد، واليوم صار الوضع أعقد".