هل توافقني الرأي أخي رجل الأعمال بأن المسؤولية المجتمعية ستساعدك كثيرا في نمو أعمالك، حيث كشفت دراسة أجريت مؤخراً بأن 9 من 10 مستهلكين يفضلون الشراء من شركات لديها برامج مسؤولية مجتمعية. فقيام أي شركة بدورها في المسؤولية المجتمعية يضمن دعم أفراد المجتمع لأهدافها ورسالتها والاعتراف بوجودها ومساهمته في تحقيق النجاح لها فضلاً عن خلق نموذج مضيء للقطاع الخاص في المساهمة في المجتمع عبر المشاريع الخيرية والمجتمعية ذات الطابع التنموي. في البداية يجب أن نتفق جميعاً بأن المسؤولية المجتمعية هي التزام مستمر من قبل الشركات للمساهمة في تحقيق التنمية للمجتمع وتحسين الظروف المعيشية للجمهور الداخلي للمنشأة سواء كانت منشأة صغيرة أو كبيرة وللمجتمع المحلي أيضاً. وتأتي هذه الموجة الأخلاقية كنتيجة لإدراك العالم للمشاكل المشتركة التي تواجهه، حيث أدركت منظمات العالم أن عليها أن تتكاتف جميعاً للتصدي لها، سواءً كانت حكومات، أو قطاعا خاصا، أو منظمات مجتمع مدني. وتزايدت في الفترة الأخيرة النداءات على كل الأصعدة بضرورة تبني الشركات الكبيرة لمسؤولياتها المجتمعية والأخلاقية حتى لا يكون تحقيق الربح عائداً عن أمور غير مقبولة أخلاقياً أو قانونياً، فالثروة ليست كل شيء بالنسبة للمجتمع، وهذا يؤكد أهمية تبني رواد الأعمال لفكر المسؤولية المجتمعية منذ بداياتهم، الأمر الذي سيسهم في تبنيهم لواجباتها المجتمعية وحرصهم على تنمية المجتمع وبناء منشآتهم العملاقة بإذن الله وفق مفاهيم حديثة في المسؤولية المجتمعية. فالمسؤولية المجتمعية ليست محصورة على الشركات الكبرى، بل من الممكن أن تسهم أي شركة سواءً كانت كبيرة أو متوسطة أو صغيرة ببرامج ومبادرات تحقق لها فوائد وعوائد على المدى الطويل، والأهم في ذلك أن تنفذ هذه المبادرات أو البرامج باحترافية وأن تحقق تنمية للمجتمع. وأجدها فرصة لأن أستعرض معكم سوياً كيف لي أن أكون مسؤولاً مجتمعياً ويمكن ذلك بأن أكون محباً للغير ويكون عملي موضع ثقة ويعتمد عليه وتكون جميع تصرفاته نابعة من اهتمامي الحقيقي لمصالح الآخرين وحرصي عليهم وأن أكون مصدر قوة وإلهام للجميع بدلاً من أن أكون عبئاً عليهم فضلاً عن التزامي بكل ما يفيد المجتمع ويحفظه وينميه. ولقد قال الكاتب الاستراتيجي "مايكل بورتر": أعتقد إذا كان بإمكاننا جعل الشركات أن ترى نفسها بشكل مختلف، وأن هدفها ليس الربح فقط بل التعاون والمساعدة في التحديات المجتمعية والبيئية، وإذا كان بإمكاننا جعل المتعاملين معها يرون الشركات بشكل مختلف، ويدعمونها للمحافظة على النمو الاقتصادي حتى تتمكن من دعم التقدم المجتمعي والمحافظة على البيئة، فإننا نستطيع تغيير العالم". وتذكروا أخيراً بأن المسؤولية المجتمعية تسهم في الارتقاء بالمجتمع نحو التحضر والتقدم والازدهار، فكن شريكاً في ذلك.