في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الصحة أمس عن التوسع في أعمال الاستقصاء والبحث عن انتشار فيروس كورونا، توفي مقيمان أصيبا بالفيروس في محافظة جدة. وسجلت الوزارة أمس عبر بوابتها الإلكترونية سبع إصابات بجدة منها حالتا وفاة، الأولى لمقيم يبلغ من العمر 64 عاما، والثانية لمقيم أيضا ويبلغ من العمر 44 عاما. أما الإصابة الثالثة فهي لمواطنة تبلغ من العمر 62 عاما، والرابعة لمواطن يبلغ من العمر 47 عاما، وكلاهما يتلقيان العلاج بالعناية المركزة، والخامسة لمواطن يبلغ من العمر 52 عاما، وحالته مستقرة. والسادسة والسابعة لمقيمتين تعملان في المجال الصحي، وكلاهما في العمر نفسه (54) عاما، ولا يعانيان من أعراض. وفي ظل تصريحات المسؤولين في وزارة الصحة بأن انتشار الفيروس وحجم الإصابات والوفيات بأن الوضع لايزال "مطمئنا"، خرجت الوزارة ببيان أمس دعت فيه الخبراء لتقديم أبحاثهم حول "كورونا" لدراستها. وقالت إنه تم فحص أعداد كبيرة من المخالطين ولاحظت زيادة في عدد الحالات وظهور عدد من الحالات دون أي أعراض. وأكدت الوزارة على أنها في تواصل مستمر مع الهيئات والجامعات العلمية والمختصة والشركات المصنعة للقاحات للوصول إلى المعلومات التي تمكنها مع بقية دول العالم من معرفة طرق انتقال الفيروس والبحث عن إمكانية علاجه والوصول للقاح مناسب. ووجهت الوزارة الدعوة لكافة الخبراء ممن لديهم أفكار أو مشاريع بحثية بخصوص كورونا للتقدم إلى اللجنة العلمية الوطنية للأمراض المعدية أو وزارة الصحة أو الجامعات السعودية لدراسة مدى جدوى هذه البحوث والتعاون لتنفيذها. وفي الوقت الذي أكد فيه عدد من الباحثين على أن الفيروس بات ينتقل الآن بين الممارسين الصحيين في المستشفيات لعدم التزامهم بالتعليمات اللازمة للوقاية من العدوى، وبالتالي فإنه ينتقل لمرضى آخرين. وقال الكاتب والناقد الدكتور محمد الأحيدب ل"الوطن" إن وزارة الصحة تتبع النهج نفسه في التكتم، ولا بد أن تكون طمأنة المواطنين أو الممارسين الصحيين من أولوياتها، ولا بد أن يعلموا أن الهدف ليس إبراز أدائهم وأن الأمور تسير على ما يرام. وبخصوص خطوة توجيه الدعوة في الوقت الحالي للباحثين لتقديم البحوث الخاصة بالفيروس قال: "إنها خطوة متأخرة جدا بدليل أن العالم المصري علي زكي الذي اكتشف "كورونا" وفصل الفيروس وعمل الأبحاث كان موجودا بيننا ولكننا خسرناه، وكان بالإمكان الاستفادة من خدماته". وأضاف "أصبح عدد كثير من الأطباء والممرضين في جدة الآن يتعرضون للإصابة بالفيروس وتم اكتشاف الأمر ومن الضروري أن تكون هناك شفافية في نشر كل ما يتعلق بالمرض حتى لو لم يكن لديه علاج وذلك لسبب بسيط وهو لكي يحترز المواطنون، وتتبع وسائل الوقاية من المرض والابتعاد عن مراجعة المستشفيات في الحالات المرضية البسيطة التي لا تحتاج إلى تدخل طبي عاجل".