على بعد نحو 80 كلم إلى الغرب من تبوك، تحتضن الصحراء تشكيلاً جغرافياً في غاية الغرابة، حيث يقع "شق شقري" وهو عبارة عن صدع في الأرض يصل عمقه إلى نحو 300م، فيما تختلف الروايات حول تكوينه. "الشق" الذي تحول إلى معلم سياحي، يقصده الزوار والمتنزهون للاستمتاع بالمناظر الخلابة في أعماقه، خصوصاً في أثناء هطول الأمطار، وتحوله إلى شلالات بديعة، ما زال يشكل خطراً كبيراً بسبب افتقاره للاهتمام، وعدم وضع أي حواجز أو تحذيرات بالقرب منه. أحد كبار السن يذكر ل"الوطن" أن "الشق" موجود منذ مئات السنين، معتقداً بأن سبب وجوده يعود لسقوط نجم، مؤكدا أن هذه الرواية هي الأقرب للحقيقة بسبب تشكيل الصدع الدائري، وقال "هناك من يعتقد أن الشق بسبب صدع يمر بالبحر الأحمر ويمتد لقارة أفريقيا، ومما يدل على ذلك توسعه لسنتميترات سنويا". من جانبه، أوضح مدير فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة تبوك ناصر الخريصي أن موقع الشق الواقع غرب مدينة تبوك بمسافة 80 كلم من المواقع المهمة على خارطة المواقع السياحية بالمنطقة، وكذلك ضمن مسار تبوك السياحي كأحد النماذج الفريدة للتضاريس التي تمتلكها تبوك، وقال "هو عبارة عن تحول جذري من أرض منبسطة إلى واد سحيق وضيق منخفض عن مستوى الأرض، مشكلا انحداراً شديدا بقطع صخري في أطرافه". وأضاف الخريصي "عملت الهيئة ضمن إطار التعاون القائم بين فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار والمديرية العامة للشؤون الزراعية بمنطقة تبوك في البدء بتصميم مشروع لتطوير المنطقة المحيطة بموقع الشق بإيجاد (سور، ومظلات، وجلسات) حيث قام فرع الهيئة بالرفع المساحي للموقع وإعداد المخططات التطويرية التفصيلية مع جداول الكميات والمخططات الفنية على أن تقوم الزراعة بتنفيذ المشروع وذلك في إطار الشراكة القائمة بين الهيئة والشركاء من القطاعين الحكومي والخاص". مؤكداً أن هذا المشورع سيجد فيه سكان وزائرو منطقة تبوك متنزها طبيعيا ومكانا مناسبا لقضاء وقت ممتع بمشاهدة معالم المكان وتميزه الطبيعي.