عبدالرحمن علي حمياني تمضي بنا الأيام، ونقضي الساعات الطوال خارج المنزل، ونغفل كثيرا عن أطفالنا. ونختلق لأنفسنا الأعذار عندما نتجاهلهم. ونحرص على نظافة ملابسهم، وسلامة صحتهم. ولكن هل فكرنا كيف يستقبلون تلك الرسائل التي يعج بها التلفاز والقنوات الفضائية؟ إنه سؤال مهم! وموضوع يستحق التأمل، والوقوف عنده، فسلامة أفكار ابنك أو ابنتك شيء مهم، وخلو عواطفهم واتجاهاتهم مما يلوثها أمر مسؤول عنه أيها الوالد "أب أم"، فما يقدم خلال الإعلام بوسائطه المتعددة لا يخلو من توجهات وآراء ومعتقدات ووجهات نظر، يتم طرحها في صورة برّاقة، ولقطة مدهشة، وفيديو جاذب أو لعبة مثيرة، قد لا يستوعب الطفل خطر ما تحتويه من مضامين. يقول "بيل يوسمان" من مؤسسة تعليم الإعلام: "ليست المسألة هي تعليم الصغار كيف يشاهدون التلفاز.. وإنما هي حول تعليمهم مشاهدة التلفاز على نحو ناقد. ونحن نعدّ في مدارسنا أن تعليم الأطفال كيف يحللون قصيدة بتفصيل كبير أمر مفروغ منه، ولكن الأطفال سيتعرضون في الواقع لإعلانات ومواقع إلكترونية وألعاب فيديو وأفلام من هوليود في حياتهم أكثر بكثير من الشعر" (كتاب الثقافة الإعلامية في سنوات المدرسة من الروضة إلى الصف الثاني عشر فرانك بيكر) فعلى حد قول "بيل يوسمان" إن تحليل قصيدة أو ما شابهها أمر نرتضيه ونطلبه، لكن تعليم الأطفال كيف يحللون الإعلانات التجارية والأفلام والفيديو أمر قد نغفل عنه. فينبغي علينا كآباء ومربين أن نعلّم الطلاب والأطفال كيفية نقد الرسالة الإعلامية وتحليها أيا كان نوع هذه الرسالة، وتوسيع مداركهم وأطرهم المعرفية نحو الرسائل الإعلامية. فهناك كثير من الرسائل الإعلامية المبثوثة في القنوات الفضائية أو مواقع الإنترنت أو الألعاب الإلكترونية قد تتعارض مع قيمنا ومبادئنا الإسلامية، أو عاداتنا الحميدة. فهنا ينبغي تبصير الأطفال من مثل: أن هذه الرسالة تخالف عقيدتنا الإسلامية في كذا، أو أن هذا التصرف أو السلوك المعروض في الفيديو يخالف مبادئنا وعاداتنا الأصيلة. والوالد إذا اقتنع بما أقول فلن تعجزه الطريقة والوسيلة المناسبة التي يستطيع بها التعامل مع طفله، وينمي فيه المشاهدة الناقدة. وهذا الكلام ينسحب على المعلم في فصله، فيجب عليه أن يعلم طلابه طريقة المشاهدة الناقدة لكل ما يعرض عليهم في وسائل الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة أن هناك بعض الرسائل المخادعة، تستهدف تفكيك وتدمير النسيج الاجتماعي لبلدنا عن طريق هذه الرسائل المشبوهة.