استبقت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحامات من المتوقع أن تنفذها جماعات يهودية متطرفة ضد المسجد الأقصى المبارك بدءا من اليوم لمناسبة حلول عيد الفصح اليهودي، باقتحام عسكري للمسجد، اعتدت خلاله على المصلين، ما أدى إلى إصابة 20 فلسطينيا، بينهم أحد حراس المسجد بجروح متوسطة بعد إصابته برصاصة مطاطية في وجهه، فيما أعلنت الشرطة الإسرائيلية إصابة اثنين من عناصرها في تصدي المصلين المسلمين لهذا الاقتحام. وأدانت الرئاسة الفلسطينية الاقتحام الإسرائيلي، وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبوردينة "إن هذا العدوان الجديد على المسجد الأقصى وعلى المصلين، وفي هذا التوقيت بالذات، يأتي في سياق الحملة المسعورة التي يقودها عتاة اليمين والمستوطنين، برعاية الحكومة الإسرائيلية وجيشها، وبتواطؤ سافر منها لفرض أمر واقع جديد يرمي إلى تهويد مقدساتنا، خاصة المسجد الأقصى، من خلال تقسيمه زمانيا ومكانيا". وأضاف "إن هذا الاعتداء من قبل جيش الاحتلال ومستوطنيه على أبناء شعبنا في المسجد الأقصى يعد انتهاكا سافرا لمقدسات شعبنا، وهو ما يتطلب من العالمين العربي والإسلامي، والمجتمع الدولي ومؤسساته المختلفة التدخل فورا لوقف هذه الجرائم، ومعاقبة حكومة الاحتلال على ارتكابها". وكانت قوات الاحتلال استخدمت القنابل الصوتية والرصاص المطاطي لقمع المصلين، غير أن تصدي المصلين لهذا الاقتحام دفع بقوات الاحتلال إلى منع اقتحامات المستوطنين للمسجد أول من أمس، في وقت فرضت فيه قيودا على دخول من تقل أعمارهم عن 35 عاما إلى المسجد. وكانت جماعات يهودية متشددة دعت إلى اقتحام المسجد بدءا من اليوم ولمدة أسبوع، هي فترة عيد الفصح اليهودي. في غضون ذلك، استأنف المفاوضون الفلسطينيون والإسرائيليون اجتماعاتهم أول من أمس، في محاولة لتضييق الفجوات التي تحول دون التوصل إلى اتفاق. وذكرت مصادر إسرائيلية أن البحث ما زال يتناول الإفراج عن الدفعة الرابعة والأخيرة من الأسرى الفلسطينيين والإفراج عن دفعات إضافية تضم مئات الأسرى وتجميدا جزئيا للاستيطان مقابل تمديد المفاوضات والإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي في السجون الأميركية جوناثان بولارد. من جهة أخرى، أعلن عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) عزام الأحمد أن اللجنة التي شكلتها القيادة الفلسطينية بشأن تنفيذ اتفاق المصالحة ستتوجه إلى غزة خلال الأسبوع المقبل، بعد أن تم الاتفاق على ذلك خلال اتصال هاتفي بين الأحمد ورئيس الوزراء المقال في غزة إسماعيل هنية. وقال الأحمد "إن الاتصال جاء بعد سلسلة من الاتصالات واللقاءات مع قيادة حركة حماس من أجل تنفيذ اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة، لأننا لسنا بحاجه إلى حوارات جديدة". وأضاف "إن مجمل الوضع الفلسطيني وليس فقط مأزق عملية السلام، يتطلب من الجميع التحلي بالمسؤولية الوطنية لمواجهة التحديات والمخاطر التي تهدد القضية الوطنية، من خلال رص الصفوف وإنجاز الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام البغيض".