168 يوماً هي حصيلة كارثة السيول التي ضربت العاصمة التجارية جدة، منذ الخامس والعشرين من نوفمبر الماضي. ورغم الأضرار النفسية والتجارية للكارثة، عادت معالم "الحياة والأمل" إلى الشارع الأكثر تضررا من الكارثة، التي ستظل محفورة في ذاكرة سكان الشارع التجاري، الواقع جنوبي شرق جدة، والمشهور ب "جاك" نسبة إلى شركة "جاك" لتكسير الصخور التي كانت تعمل في قويزة إلى عهد قريب. أحد المواطنين يدعى على العسيري، من سكان شارع "جاك" التقت به "الوطن" بعد ثلاثة أيام من الكارثة فقال "لا ننتظر شيئاً من المسؤولين إطلاقاً، ليس لنا بعد هذه الكارثة الكبيرة التي ذهبت ضحيتها أرواح، وممتلكات، وبيوت، إلا أبو متعب – في إشارة إلى خادم الحرمين الشريفين- فهو نصيرنا وأملنا، بعد الله عز وجل". وبعد صدور الأمر الملكي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز أول من أمس بإحالة جميع المتهمين في كارثة سيول جدة إلى هيئتي الرقابة والتحقيق والادعاء العام، بعد استكمال قضاياهم من جهة الضبط الجنائي، واستكمال التحقيق مع بقية من وردت أسماؤهم في تقرير لجنة تقصي الحقائق، التقت "الوطن" بالعسيري أول من أمس ليقول بلغة مفعمة بالأمل والحياة: ألم أقل لكم إنه ليس لهذه الكارثة سوى أبي متعب، وما خيب ظننا والله، ولد الأجاويد". وأضاف "كنا ننتظر هذا القرار بفارغ صبر، ليمسح عنا غبار المآسي التي أصابتنا في ذوينا وأهالينا، ليحاسب من تلاعب بأرواح الناس، دون ضمير وطني مستمد من تعاليم الشريعة الإسلامية". ووفقاً للعسيري فإن قوة الأوامر الملكية تأتي بإدراج الفساد المالي والإداري ضمن الجرائم التي لا يشملها العفو الوارد في ضوء التعليمات والأوامر والتنظيمات المتعلقة بمكافحة الفساد. ورصدت "الوطن" مشاعر السعادة والرضا البادية على سكان شارع "جاك" التجاري إثر القرار الملكي، حيث أكد الخبير النفسي الدكتور خالد باحاذق في معرض تعليقه ل "الوطن" أن القرار الملكي يمثل قوة نفسية مهمة للمتضررين خاصة فئة من فقدوا بعض ذويهم في الكارثة، إلا أن الدكتور باحاذق يرى أن صدور الأحكام على المتسببين في تلك الكارثة سيعطي نقلة نوعية كبيرة.