في الوقت الذي اشتبك فيه العشرات من أقارب ركاب طائرة الركاب الماليزية المفقودة مع الشرطة الصينية أمام سفارة ماليزيا في بكين أمس، وطالبوا شركة الطيران والحكومة في كوالالمبور بشرح ما حدث، يبدو أن الغموض المحيط بمصير الرحلة "إم إتش 370" قد لا يتبدد حتى وإن تم العثور على الصندوقين الأسودين، إذ يعتقد عدد من الخبراء أن ما يعد حاليا أكبر ألغاز الطيران قد لا يحل أبدا. وتشارك طائرات وسفن وأنظمة رصد فائقة التطور في عملية البحث عن حطام الطائرة المدنية التي تقول ماليزيا إنها تحطمت في منطقة نائية من المحيط الهندي بعدما انحرفت عن مسارها. وتواجه عملية البحث تحديات كبيرة لتحديد مكان الصندوقين الأسودين التابعين لطائرة البوينج 777، اللذين يحتويان على معلومات أساسية ستكون كفيلة بتحديد سبب اختفاء الطائرة في الثامن من مارس أثناء رحلة من كوالالمبور إلى بكين. ولكن الخبراء يعتقدون أن إيجاد الصندوقين لن يوصل إلى إجابات. وجميع الطائرات المدنية مجهزة بصندوقين أسودين أحدهما يسجل جميع إحداثيات الرحلة كالسرعة والارتفاع وغيرهما، والثاني يسجل جميع الأصوات في قمرة القيادة بما في ذلك المحادثات والأصوات والبيانات. وفي هذا الصدد، قالت شركة الطيران الأميركية الاستشارية "ليهام" إن صندوق إحداثيات الرحلة يجب أن يوفر الكثير من المعلومات. إلا أن صندوق التسجيلات الصوتية لا يحتفظ سوى بآخر ساعتين من المحادثات التي حصلت في قمرة القيادة، مما يعني أنه من الممكن خسارة معلومات حساسة حول الرحلة قبل تغيير مسارها أي حين كانت تحلق في أجواء بين ماليزيا وفيتنام. وبحسب الشركة فإنه "من الواضح أن الصندوق لن يكشف عما حصل فوق خليج تايلاند". وكان رئيس الحكومة الماليزي نجيب رزاق، أعلن الاثنين أن الطائرة تحطمت في المحيط الهندي، وعلى متنها 239 شخصا من الركاب وأفراد الطاقم، مستندا في ذلك إلى تحليلات جديدة لصور من الأقمار الاصطناعية. ورصد حطام في مكان بعيد جدا عن ساحل أستراليا الغربي، ولكن عملية البحث الدولية لم تستطع الوصول إلى الأجسام المرصودة للتثبت من أنها تعود للطائرة، ومن المحتمل أن يكون الحطام انجرف مئات الكيلومترات بعيدا عن مكان سقوط الطائرة. وستفرغ بطاريتي الصندوقين الأسودين خلال أقل من أسبوعين من الآن. وأرسلت الولاياتالمتحدة نظاما لتحديد موقع الصندوقين الأسودين، إلا أن سوء الأحوال الجوية علق عملية البحث عن الحطام. وفي حال تم العثور على الصندوقين الاسودين فليس هناك اي ضمانة بان حالتهما ستسمح باستخراج المعلومات منهما. وتسبب سوء الأحوال الجوية أمس، في تعليق البحث عن حطام الطائرة، وإعاقة الجهود المبذولة لمعرفة السبب خلف انحرافها عن مسارها. وأعلنت سلطات السلامة البحرية الأسترالية، المسؤولة عن تنسيق عمليات البحث في جنوب غرب مدينة بيرث الساحلية، أنه تم تعليق عمليات البحث الجوية والبحرية بسبب الرياح القوية، والأمطار الغزيرة، والأمواج العاتية. وأكد نائب رئيس الدفاع الأسترالي مارك بينسكين، على صعوبة المهمة، نظرا لاتساع حجم المنطقة التي يتم البحث فيها عن الحطام، وقال: "نحن لا نحاول العثور على إبرة في كومة قش، بل إننا نحاول أن نحدد مكان كومة القش". وذكرت سلطات سلامة الملاحة البحرية الأسترالية أنه يتوقع أن يتحسن الطقس اليوم، مما سيسمح باستئناف عمليات البحث. وتشارك 12 طائرة في عملية البحث، كما ستعود سفينة بحرية أسترالية لمسح المنطقة التي شوهدت فيها من الجو قطع يحتمل أن تكون للطائرة.