حذر "البنك الدولي" في تقرير حديث له أمس، من أن منطقة "الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، هي أكثر مناطق العالم شحاً بالمياه، مرجحا أن يتفاقم الطلب على الماء فيها مستقبلاً. وبين تقرير التقييم العالمي بشأن الحد من مخاطر الكوارث، ونقله مركز المعلومات المصري ودعم اتخاذ القرار أمس، أنه في العام 1950 كان نصيب الفرد من الموارد المائية المتجددة أربعة أضعاف ما يتحصل عليه الفرد اليوم، فيما تشير التوقعات إلى أن الموارد المائية الطبيعية في المنطقة ستواصل الانخفاض بحلول العام 2050، حتى تصبح أقل 11 ضعفاً من المتوسط العالمي. وأورد التقرير أن أزمة الجفاف تتكرر دورياً في المنطقة وتخلف شحاً حاداً في المياه، وخسائر اقتصادية وتأثيرات اجتماعية سلبية، ورغم شح المياه فإن الفيضانات تشكل بدورها خطراً على المنطقة، حيث تسببت السيول والفيضانات التي حدثت في عدد من الدول العربية بخسائر تقدر بالمليارات. وتشير التحليلات التي عرضت إلى أن استنفاد المياه الجوفية هو أكبر مساهم في هذا الاتجاه السلبي الملحوظ، حيث يشكل نحو 60% من إجمالي الفاقد في المياه الذي حدث أغلبه في أعقاب موجة الجفاف التي وقعت العام 2007. في السياق نفسه، كشفت دراسة حديثة أن منطقة "الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، تفقد احتياطياتها من المياه العذبة، ويعرض التقرير الذي أعدته "وكالة ناسا"، بالاشتراك مع "مركز إيرفن بجامعة كاليفورنيا"، وتم نشره في دورية بحوث الموارد المائية، طائفة من الإحصائيات المقلقة عن كميات ومعدلات فقدان المياه بالمنطقة. وتظهر مهام الأقمار الصناعية التي نفذت بين عامي 2003 و2009، مدعومة ببيانات الاستشعار عن بعد والنماذج المأخوذة من سطح الأرض، تقلص حجم احتياطي المياه العذبة بالمنطقة إلى 143.6 كيلومتر مكعب خلال السنوات السبع التي استغرقتها الدراسة، وهذا المعدل هو من أكبر معدلات فقدان المياه العذبة على اليابسة خلال هذه الفترة، ويعادل هذا الفاقد البالغ 143.662.8 كيلومتر مكعب خلال سنوات الدراسة السبع مساحة البحر الميت تقريبا التي تقدر في المتوسط بنحو 143 كيلومتر مكعب. وأشارت التقارير إلى أنه وبحلول عام 2025، سيعيش نحو 1.8 مليون شخص في بلدان أو مناطق تعاني من ندرة المياه بصورة كبيرة، كما سيواجه ثلثا سكّان العالم مشكلة في توفّر المياه النظيفة، وتواجه منطقة الشرق الأوسط مخاوف متزايدة من مشكلة قلة توفّر المياه النظيفة.