خرجت سيدة الأعمال السعودية سناء محمد جمجوم المعروفة ب"أم أحمد" إلى شارع قريش بجدة لتعمل مديرة وبائعة إلى جانب عدد من الرجال الذين يعملون لديها وتشاركهم تقديم الطلبات للزبائن وتقبض ثمن ما تبيعه بنفسها. أم أحمد عملت 15 عاما خلف الكواليس مديرة ل20 محلا متخصصا في تصنيع الحلويات والبسكويت والشوكولاته ومعاجين التمور. وتدير أم أحمد 6 محلات في مدينة جدة والبقية موزعة ما بين مكةالمكرمة والمدينة المنورة والطائف وخميس مشيط. "الوطن" زارت أم أحمد في محلها بشارع قريش وهي تقف خلف مبسط مرتدية قفازات بلاستيكية وتعمل على بيع منتجات محلها وتحصل نقودها من زبائنها مع عدد من العمالة يتبعون لإدارتها. وعن الأسباب التي دفعتها للعمل بنفسها وعدم خشيتها من نظرات بعض زبائنها ممن يستغربون الأمر، قالت أم أحمد: "العمل الشريف لا عيب فيه، ولماذا الدهشة والاستغراب فيما لو كانت المتبضعة سيدة وتواجه بائعا، ليس هنالك فرق بين أن تبيع المرأة للرجل أو يبيع الرجل للمرأة ما دام أنها تلتزم بلباس محتشم ولا تظهر زينتها كاملة كونها في مجال عمل ومكان عام، مستشهدة بعمل المرأة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم في التجارة وتطبيب الجرحى وغيرها من الأعمال التي ترى أنها تساهم في نهوض البلد على يد أبنائه وبناته على حد سواء". وقالت أم أحمد إنها تتعامل مع عملائها ومورديها من الجنسين بمكتبها بالمصنع الخاص بمحلاتها، إضافة إلى إشرافها على كافة محلاتها بنفسها بشكل يومي، وترى أن لا ضير في ذلك ولا عيب أو غرابة لما تقوم به - على حد قولها- من عمل شريف في مهنة هي هوايتها وتمارسها منذ 30 عاما مضت، تفرغت خلال ال 15 عاما الماضية منها للعمل الحر، بعد أن طلبت التقاعد المبكر من وظيفتها الحكومية كمعلمة لذوي الاحتياجات الخاصة من الصم والبكم ووكيلة لمدرسة ثانوية بهدف التفرغ لعملها وتحسين دخلها من خلال الوقوف المباشر على عملها بالمصنع والمحال التابعة له، إضافة إلى رغبتها في معرفة آراء الناس فيما تصنعه من منتجات. وقالت "أحب أن أسمع من الناس مباشرة، أريد أن أعرف آراءهم فيما أصنع من منتجات". وأكدت سناء جمجوم أن القسم النسائي في مصنعها يضم قرابة 40 سيدة وفتاة سعودية يعملن على تصنيع الحلويات بكافة أشكالها وأنواعها. وترحب من خلال "الوطن" بأي سيدة أو فتاة ترغب بالعمل لديها بائعة، مستشهدة بقولها "العمل ليس عيبا بل مد اليد هو العيب"، مبدية افتخارها بفتيات سعوديات يعملن معقبات بالجوازات ومندوبات لصحف ومكاتب دعاية وإعلان يزرنها بالمصنع بهدف الترويج لمنتجاتها ما دام أنهن يلتزمن بالحجاب غير مبديات لزينتهن، فوقت العمل على حد قولها يختلف عن وقت المناسبات الخاصة، معبرة عن ذلك بقولها "كل وقت وله أذانه"، وإن المرأة تفرض احترامها على الرجل من خلال التزامها بتربيتها الإسلامية وتعاليم دينها والكسب الحلال من عمل شريف. وأضافت "لم نسمع أو نر حتى الآن قرارا حاسما حول تأنيث محلات بيع المستلزمات النسائية من قبل سيدات يبعن لسيدات مثلهن". وتساءلت عن مدى العيب أو الخلل في تطبيق مثل هذا القرار، وترى أنها بعملها هذا لم تخالف الشرع في ظل العدد المتزايد للعاطلات عن العمل واللاتي ستسهم مثل هذه الأعمال في زيادة دخولهن ودخول أسرهن، حيث إن منهن مطلقات وأرامل ويتيمات. وتضيف "أم أحمد": أصبحنا في زمن صعب نحتاج فيه لأن تشجع المرأة لخوض العمل في المشاريع الصغيرة، مستشهدة بالصين وما اكتسبته من خبرة أثناء زياراتها المتعددة لها لتطوير عملها ومشاهدتها لكل الفئات من كافة الأعمار وهم يعملون على نهوض وطنهم. وأضافت أنه يجب على الجميع في بلادنا النهوض بأنفسهم أولاً وبوطنهم من خلال مثل هذه المشاريع الصغيرة لتنمو وتصبح مشاريع كبيرة. ولم تخف أم أحمد أمنيتها أن تصدر منتجاتها من صناعة الحلويات والبسكويت والشوكولاته والتمور لكافة أنحاء العالم من المملكة، داعية الأجيال الصغيرة إلى العمل والمساهمة في بناء المجتمع والنظر إلى قصص الكفاح والتعلم منها قدر المستطاع.