كنتم وما زلتم بفضل من الله عز وجل أعينا ساهرة على الحق رادعة للباطل. بذلتم قوتكم، وأعددتم عتادكم، ورهنتم أرواحكم، وكنتم درعا حصينا قويا في حماية شباب الوطن من سلاح خطير مدمر للعقول، ومهدم للأجيال، خطره على المجتمع كافة. كشفت لنا وزارة الداخلية قبل أيام، عن القبض على "849" متهما منهم "278" سعوديا، إضافة إلى "571" متهما من "31" جنسية مختلفة، لتورطهم في جرائم تهريب ونقل واستقبال وترويج للمخدرات، تقدر قيمتها السوقية بأكثر من "2" مليار ريال، وهذا مؤشر كبير وواضح أننا نواجه حربا طاحنة مع المخدرات، فشكرا لرجال مكافحة المخدرات من القلب على ما قاموا ويقومون به. لكن هذا وحده لا يكفي لمحاربة المخدرات، فعلى المجتمع كذلك دور كبير في مكافحة المخدرات، يتمثل في نصح الأسرة واحتوائها لأبنائها وإرشادها، لأن تقصير الأسرة كثيرا ما يكون سببا في إقبال الشاب على هذه الآفة، وكذلك يجب أن يحضر نفس الدور بين الزملاء؛ لأن أبرز سبب من وجهة نظري للخضوع لتلك السموم هي رفقاء السوء، ويجب أن يبدأ كل شخص بنفسه قبل كل شيء: قال تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال" {الرعد:11}. ويجب علينا كشباب في هذا المجتمع، أن نغير ما في داخلنا تجاه هذا المدمن، وأن نساعد وننتشل كل من وقعوا في هذا الفخ، ويجب على كل مدمن أن يغير من نفسه، وأن ينهض بنفسه نحو الحياة، ويجب ألا نساعد على انتشار هذه الآفة بالصمت، يجب ألا نجعل من أنفسنا ضحايا وصيدا سهلا للمروجين، يجب أن ندرك كشباب أننا أول المستهدفين في تلك الحرب، وأن عقولنا وما تحتويه من قدرة وعلم وطموح بفضل الله عز وجل هي الهدف الأول لمافيا المخدرات، لأنهم إن أصابوا شريحة كبيرة من الشباب، فهم استطاعوا أن يزرعوا البطالة والفقر والتفكك الأسري، واستطاعوا كذلك أن يقضوا تماما على مجهود وعمل هذا الجيل، لأن الشباب هم الغد وهم مستقبل الوطن. أخيرا، حمى الله حقل الطهر الأخضر، وطن الإيمان والشموس.