على وقع الأعمال العسكرية التي تستهدف بقية قرى القلمون، لا سيما رأس العين غرب يبرود وكذلك القرى الواقعة على الحدود اللبنانية السورية في راس المعرة ورنكوس وفليطا المرتبطة بالطريق المؤدي إلى عرسال، رأت مصادر أمنية أن حسم هذه المعركة لصالح الجيش النظامي السوري سيؤدي إلى توزّع المسلّحين في معظم مناطق سيطرة حزب الله تحضيراً للقيام بأعمال انتحاريّة انتقاميّة. ربما لا تقتصر على السيارات المفخخة فحسب، بل تصل إلى مواجهة قتالية على الأراضي اللبنانية. مشيرة في هذا المجال إلى بيانات "جبهة النصرة" التي هددت فيها بنقل معركة يبرود إلى الداخل اللبناني، معدة أن "التهديد جدي ولا يمكن إغفاله، بل يجب العمل على محاولة منعه حتى يسلم لبنان وأمنه في هذه المرحلة الحساسة". وألمحت المصادر إلى فرار مئات المسلحين من يبرود إلى الجرود الواقعة على حدود لبنانالشرقية، حيث بإمكان هؤلاء إعادة تنظيم قواهم المسلحة لتنفيذ عمليات عسكرية داخل لبنان، فالحدود شاسعة وممتدة على مسافة أكثر من 80 كيلومتراً وليس بالإمكان ضبطها بسهولة. وترى هذه المصادر أن معركة يبرود كانت استراتيجية بالنسبة لبشار الأسد من أجل حماية نفسه في دمشق، وهو بالطبع يخطط لبقائه عبر إحكام السيطرة على مناطق تقع خارج نفوذه وتسليمها للجماعات التي تدعمه مثل حزب الله لتقوية التطرف وإشغال العالم عنه عبر إطلاق أيدي هذه المجموعات ومد المعارك إلى الداخل اللبناني، بما يمكنه من فتح كل الطرق من دمشق إلى لبنان وتأمينها، لا سيما الطريق الدولية بين دمشق وبيروت، بعد جعل لبنان منطقة للعمليات العسكرية الدائرة في سورية، وهذا ما يفسر اعتداءاته على عرسال وتحرك حزب الله لحصارها. ولاتقاء السيناريو المتوقع، التقى رئيس الوزراء تمام سلام أمس، قائد الجيش العماد جان قهوجي، وقال بيان من مكتبه، إنه طلب من قيادة الجيش "اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لضبط المناطق البقاعية. واعتماد الحزم مع المخلين بالأمن في طرابلس وعدم التهاون مع أي جهة تعرض للخطر استقرار المدينة وحياة أبنائها وممتلكاتهم".