اتخذ الجيش اللبناني أمس، تدابير أمنية على الحدود الشمالية وفرض رقابة مشدّدة على كل المعابر غير الشرعية، وذلك تزامنا مع إعلان الجيش السوري تقدمه في يبرود بريف دمشق وبسط سيطرته على مناطق تربط سورية بلبنان. يأتي ذلك في وقت دعا فيه رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة عامة لمجلس النواب يومي الأربعاء والخميس المقبلين لمناقشة البيان الوزاري والاقتراع على الثقة. وكان مجلس الوزراء اللبناني أقر في جلسة عقدها أول من أمس، البيان الوزاري الذي تحفّظ عليه، وزير العدل اللواء أشرف ريفي، ووزراء حزب الكتائب سجعان قزي ورمزي جريج وألان حكيم، خصوصاً البند المتعلق بالمقاومة، ونص البيان على "واجب الدولة وسعيها لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من الغجر من الاحتلال الإسرائيلي بشتى الوسائل المشروعة، مع التأكيد على الحق للمواطنين في المقاومة للاحتلال ورد اعتداءاته واسترجاع الأراضي المحتلة". وقرأت مصادر سياسية في الصيغة المعتمدة للبيان الوزاري أنه تم إلغاء "المقاومة" ككيان مستقل، وفق ما كان يرد في ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة". وقالت المصادر ل"الوطن"، إن "النص يلغي كيانية "المقاومة" ولكنه يعطي اللبنانيين حق المقاومة للاحتلال، معتبرة أن "المشكلة في هذا النص أنه لا يربط الحق بالمقاومة بالدولة، مما يسمح بالتوجهات التقديرية، بالإضافة إلى أنه "يحلل حمل السلاح وتوافره". ورأت المصارد أن ذلك "يعني استمرارية احتكار "حزب الله" للقرار وتقديم تفسيرات مزاجية في الدفاع عن لبنان من إسرائيل، كما هي حال الفتوى التي يبرر فيها المشاركة في القتال في سورية، بحيث بات قتل السوريين مقاومة لإسرائيل". وبالفعل عدّ حزب الله على لسان وزير الصناعة حسين الحاج حسن، أنّ موضوع المقاومة موضوع ثابت وراسخ ومتجذر في البيان الوزاري، بينما رأى رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري أن "معادلة الجيش والشعب والمقاومة انتهت إلى غير رجعة". وفيما أبدى الرئيس اللبناني ميشال سليمان تفهمه لتحفظ حزب الكتائب اللبنانية على فقرة البيان الوزاري المتعلقة بالمقاومة، مشيرا إلى أنه "ينبع من حرص الحزب على دور الدولة ومرجعيتها"، تردد أن هناك انقساماً حاداً في المكتب السياسي الكتائبي حول الاكتفاء بالتحفظ أو الاستقالة من الحكومة. ميدانيا، سقط بطرابلس أمس برصاص قناص 4 قتلى، في وقت تراجعت فيه حدة المواجهات في منطقتي التبانة وجبل محسن مع استمرار سماع الطلقات النارية المتقطعة، فضلا عن رصاص القنص الذي يستهدف كل شيء متحرك، لاسيما الطريق الدولي الذي يربط طرابلس بعكار، أما حصيلة الاشتباكات منذ اندلاعها يوم الخميس الماضي فقد وصلت إلى 9 قتلى و55 جريحا.