عبدالرحمن عبدالمحسن الملحم في خطوة جريئة لم يسبق لها مثيل أصدرت الحكومة الماليزية قراراً يقضي بمقاطعة كل أنواع التعاون والتواصل الثقافي مع إيران، كذلك منعت مواطنيها من السفر إلى إيران، كما قررت ماليزيا إلغاء جميع العقود المبرمة مع المحاضرين الإيرانيين وترحيلهم إلى بلادهم وبأسرع وقت دون ذكر لأي سبب، كذلك أصدرت قراراً ينص على أن أي تجمع شيعي بحجة إحياء سنن التشيع فإنه يعد معارضة سياسية غير نظامية وعقوبتها السجن المؤبد. يرى المتأمل أن هذه القرارات فاجأت العالم، لأننا لم نسمع عن حدوث أي مشاكل بين الدولتين على المستوى الرسمي أو الداخلي؛ ولكن المثل يقول: (أهل مكة أدرى بشعابها)! من المؤكد أن صدور مثل هذه القرارات جاءت نتيجة أفعال قامت بها إيران داخل الدولة الماليزية. أما في خليجنا العربي فقد تمكنت إيران من زرع نار الفتنة وجندت مجموعات من ضعاف النفوس الذين باعوا أوطانهم إرضاء لتعليمات الحوزة والمرجعية لبسط نفوذ المذهب الشيعي على جميع دول الخليج؛ ولكن ورغم الأحداث المؤلمة التي ارتكبتها مجموعات إرهابية نفذت عملياتها داخل الأراضي الخليجية بتعليمات من (إيران)، إلا أنها باءت بالفشل الذريع. إن المتأمل لأحداث الشغب التي اندلعت منذ عامين في البحرين من تخريب وتدمير لمنشآت صحية كمعامل المستشفيات والجامعات والاعتداء على رجال الأمن، وبعد إلقاء القبض على عدد من المتسببين في إحداث الشغب وإنهاء الاعتصام بدوار اللؤلؤة توالت وتتابعت أعمال العنف والتخريب، وأكثر من ذلك الانفجار الذي وقع أخيراً وراح ضحيته عدد من رجال الأمن البحرينيين ورجل أمن إماراتي، والسبب أن الأحكام التي صدرت بحق مرتكبي تلك الجرائم لم تكن صارمة بحجم ما ارتكبوه؛ رغم أن هناك عمليات قتل متعمد من المفترض أن يكون جزاؤها القتل إنفاذا لشرع المولى عز وجل، (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم). ومثل أحداث البحرين تأتي أيضاً أحداث العوامية بمحافظة القطيف حيث راح ضحية إطلاق نار من مجموعات إرهابية جنديا أمن من حماة الوطن، فما جزاء القتل إلا القتل، ولو طبق ذلك حسب ما جاء في شرع الله لانقطع دابر الفتنة وتراجعت بقية المجموعات الإرهابية عن تنفيذ مخططاتها. فإذا كانت دول مجلس التعاون تعلم جيداً أن إيران تقف وراء كل العمليات الإرهابية في دولها، لماذا لا تقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وتقفل سفاراتها وتطرد ممثليها؟