حذر الباحث والمؤرخ في تاريخ المدينة وخبير الآثار الدكتور تنيضب الفايدي، من اندثار سيطال جبل "عينين" أو جبل "الرماة "، الذي يعد من أهم معالم المدينة المرتبطة بالسيرة النبوية، الذي يزوره عشرات الزوار يومياً، وذلك بسبب ما يهدده بفعل عوامل كثرة الحركة وتركه من دون حماية، مشيراً إلى أن خبراء الآثار في المدينة حذروا من تلاشي الجبل، والتآكل في بنيته، وانجراف تربته بسبب الحركة المستمرة من قبل الزوار والمعتمرين. وقال الفايدي ل"الوطن"، إنه في كل مرة يزور فيها الجبل الواقع في موقعة الشهداء، 4 كيلومترات شمال الحرم النبوي، يصدم بسوء الحالة التي وصل إليها، لذلك يطالب بتشكيل لجنة أثرية عاجلة من هيئة السياحة والآثار، لتقدير مدى الخطورة، وتحديد سبل العلاج، ومعاينة الحالة الأثرية للجبل، لإيقاف ما يتعرض له من تآكل، وانحسار مستمر. وأبان أن أحد أسباب التآكل هو قيام أمانة منطقة المدينة بإزالة جزء من الجبل في وقت سابق، مما أفقده حجمه الحقيقي، إضافة للكثافة العددية من الزوار للأماكن التاريخية بالمدينة وصعودهم على جبل الرماة بشكل متكرر. وأشار إلى أن هناك عدة وسائل للحفاظ على ما تبقى من الجبل، من خلال وضع سياج حوله، كونه ليس أحد الأماكن التي تحمل فضل التعبد فيها، فيكتفى بمشاهدته وأخذ معلومات عنه عن طريق وضع شاشات ضخمة تحمل أفلاما وثائقية عن الجبل ومعركة أحد، ويمكن للجهات المعنية الحفاظ عليه بالتعاون مع مهندسين أصحاب خبرة لترميمه. وتساءل الفايدي عن سبب إزالة مسجد المصرع في جبل الرماة الذي كان موضع استشهاد سيد الشهداء، كما ذكرته كتب التاريخ والواقع في الجزء الجنوبي الشرقي. ورصدت "الوطن" أثناء جولتها على الجبل أعداد الزوار، الذين يوجدون لالتقاط الصور التذكارية. وبحسب المعتمر حسين عبدالمنعم القادم ضمن حملة العمرة، من مصر فإنهم يحرصون على أخذ بعض من حجار جبل الرماة ونقله إلى بلده كنوع من التبرك بالمكان على حد قوله، وهو ما يشاركه فيه الكثيرون من زوار المدينةالمنورة من الحجاج والمعتمرين، وهو من ضمن الأسباب بحسب مهتمين بالآثار، التي أدت إلى نقصان حجمه. بينما يؤكد زائر آخر أنهم يحرصون على أخذ الحجارة كدلالة على زيارتهم للمواقع التي ترتبط بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وشاهد على رسالته وآثار الصحابة من بعده. في نفس السياق، قالت المعتمرة المغربية زينب عناد إن "الجبل له مكانة عظيمة في نفوسنا، وحرصنا على أخذ أحجاره لنحتفظ بها ونحملها هدايا تذكارية لأهلناط. يذكر أن مهتمين في آثار المدينة سبق لهم المطالبة بضرورة المحافظة على ما تبقى من جبل الرماة وهو من جبال المدينةالمنورة المأثورة والمشهورة، ويقع قرب جبل أحد وفى الجهة الجنوبية الغربية منه فى المنطقة التى وقعت فيها غزوة أحد سنة ثلاث للهجرة.