بهدف استئصال مرض شلل الأطفال في 4 دول إسلامية، أبرزها باكستان التي تواجه المرض في مناطق تأثرت بفتاوى متشددين يحرمون اللقاح؛ تستضيف منظمة التعاون الإسلامي بجدة اليوم، الاجتماع الأول للفريق الاستشاري الإسلامي العالمي المعني باستئصال المرض. وأكدت مصادر مطلعة ل"الوطن"، أن المجتمعين الذين يمثلون 5 جهات ومنظمات إسلامية، سيخرجون بتوصيات لمواجهة الفتاوى والأعمال التي تعيق أو تحرم لقاح الشلل، والسعي لوقف العنف ضد العاملين في المجال الصحي، وأن ذلك بحسب المنظمة سيكون تحت مسمى "إعلان جدة" الملزم لكل الأطراف المعنية بدعم جهود استئصال المرض في باكستان وأفغانستان ونيجيريا والصومال. تستضيف الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بجدة اليوم الاجتماع الأول للفريق الاستشاري الإسلامي العالمي المعني باستئصال شلل الأطفال، الذي يضم في عضويته مجموعة من كبار علماء المسلمين ومرجعياتهم الدينية في العالم الإسلامي. ويضم الاجتماع ممثلين عن 5 جهات ومنظمات إسلامية، هي مجمع الفقه الإسلامي الدولي، وأعضاء من مشيخة الأزهر الشريف، ومنظمة التعاون الإسلامي، والبنك الإسلامي للتنمية، وأعضاء الفريق الاستشاري الإسلامي العالمي المعني باستئصال شلل الأطفال، لبحث توحيد الجهود الرامية إلى تعزيز التضامن وتوفير الدعم اللازم لاستئصال مرض شلل الأطفال واجتثاثه من دول العالم الإسلامي. وأكدت مصادر مطلعة إلى "الوطن" أن المجتمعين سيخرجون بتوصيات تعمل على تنفيذها لجان إجرائية وتنفيذية في الدول الأعضاء، تستهدف وقاية الأطفال من هذا المرض، بما في ذلك مواجهة كل خطوات أو فتاوى تحرم أو تعترض الجهود التي من شأنها حماية الأطفال، سواء الحكومية والطبية والتوعية الدينية لحماية الأطفال من الأمراض التي يمكن الوقاية منها بما في ذلك مرض الشلل، والعمل على وقف العنف ضد العاملين في المجال الصحي. من جهتها، أكدت منظمة التعاون الإسلامي أن الفريق الاستشاري سيعد خطة تنفذ خلال الأشهر الستة المقبلة، لتعزيز هذا التضامن في أرجاء العالم الإسلامي بما يضمن حماية الأطفال من مرض الشلل. وقالت إن الخطة تستهدف التصدي لقضايا رئيسية مثل العمل على حماية الأطفال من الأمراض التي يمكن الوقاية منها، بما في ذلك مرض الشلل، والعمل على وقف العنف ضد العاملين في المجال الصحي، عبر التأكيد على دور علماء الدين والوالدين والحكومات والعاملين في المجال الصحي في حماية أطفال المجتمعات الإسلامية من خلال التطعيم. وأبانت أن خبراء سيقدمون خلال الاجتماع تحليلاً شاملاً لأحدث الاتجاهات في مسار شلل الأطفال والتحديات التي تواجه جهود استئصاله في باكستان وأفغانستان ونيجيريا والصومال، تمهيداً لأن يصدر الفريق الاستشاري الإسلامي العالمي المعني باستئصال شلل الأطفال "إعلان جدة" الذي سيؤكد التزام الأطراف المعنية كافة بدعم البلدان الأربعة التي لا يزال شلل الأطفال مستوطناً بها. وذكرت أن الاجتماع سيتناول اتجاهات مرض شلل الأطفال خلال العامين الماضيين، التي لا يمكن للجهود الوطنية وحدها أن تحسم المعركة ضد هذا المرض، ومن ثم فالحاجة ماسة لتضامن العالم الإسلامي بأكمله مع هذه الجهود. وشددت على أن الاجتماع سيستعرض حقائق صادمة حول فايروس المرض وسيؤكد على أهمية إعطاء الجهود التي تبذل لاستئصاله أولوية قصوى للحيلولة دون انتشار الفايروس إلى البلدان الخالية منه. وكانت بعض وسائل الإعلام العالمية قد أشارت في عدة تقارير صحفية إلى أنه نظراً للمكانة الكبيرة التي يحظى بها إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الدكتور عبدالرحمن السديس في الأوساط الباكستانية، فمن المقرر الاستعانة به في المرحلة المقبلة لمحاربة التطرف، وتوجيه رسائل دينية للمتعاطفين مع تلك الجماعات المتطرفة؛ للحد من ظاهرة تفشي مرض شلل الأطفال؛ بسبب الفتاوى التي تحرم التطعيم ضد المرض. وكانت "الوطن" قد نشرت أمس تأكيد السديس عدم تلقيه دعوة من الحكومة الباكستانية، وفقاً لما تناولته الصحف الباكستانية حول تقديم تلك الدعوة له، واستثمار مكانته العالية لتوعية سكان المناطق التي انتشر فيها مرض شلل الأطفال، بعد فتاوى لمتشددين تحرم إعطاء اللقاح للأطفال الباكستانيين بدعوى أنه اعتراض على قدر الله. وأضاف السديس أنه في حال تقدمت الحكومة الباكستانية بدعوته رسمياً إلى تلك المناطق، فإنه سيضع الأمر تحت تصرف ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية، قائلاً "أنا تحت أمر حكومة هذه البلاد الطاهرة ورهن إشارة ولاة أمرها".