كاشف الملحق الثقافي السعودي في الولاياتالمتحدة الأميركية، الدكتور محمد العيسى، المبتعثين الدارسين هناك بأنه "لو تم تطبيق الأنظمة المعمول بها بحذافيرها، فإن أكثر من نصفهم سيعودون بإنهاء المنح الدراسية"، مشيرا إلى "المرونة التي تتعامل بها الملحقية مع الطلبة والطالبات". وفي الملتقى الطلابي الذي عقد في جامعة بوسطن هذا الأسبوع، حذر العيسى المبتعثات المعنفات من اللجوء إلى السلطات الأميركية دون علم السفارة والملحقية؛ لأن ذلك من شأنه "تعريضهن لإلغاء المنح الدراسية بحسب النظام"، مشددا على أن معاملة المبتعثين تتم بعيدا عن التمييز العنصري والعرقي والمذهبي. أكد الملحق الثقافي بالملحقية الثقافية السعودية بالولاياتالمتحدة الأميركية الدكتور محمد العيسى أن المحلقية مرنة في التعامل مع المبتعثين، وقال للمبتعثين خلال زيارته أخيرا لمدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس: "لو طبقنا الأنظمة بحذافيرها فإن أكثر من نصف الطلاب والطالبات سيعود وسيتم إنهاء المنح الدراسية الممنوحة لهم". وأكد العيسى خلال الاجتماع رصد حالات للعنف الأسري، محذرا المُعنفات من اللجوء للسلطات دون علم الملحقية لأن ذلك سيعرضهن لإلغاء المنح الدراسية بحسب النظام، مطالبا جميع الطلبة بعدم تجاوز الجهات الحكومية السعودية الرسمية، ما قد يعرضهم للمساءلة. وكان العيسى قد حضر الملتقى الطلابي بجامعة بوسطن الذي جمعه بالمبتعثين والمبتعثات الدارسين بجامعات ولاية ماساتشوستس والولايات القريبة منها، وحضره أيضا القنصل العام بمدينة نيويورك خالد الشريف والدكتور حصة الفائز مديرة إقليم الشمال الشرقي للولايات المتحدة الأميركية بالملحقية وعدد من موظفي الملحقية والقنصلية السعودية. وقال العيسى في كلمته: "خادم الحرمين الشريفين ينظر للشعب بعين واحدة، ومن هذا المنطلق فإنه لا يهمنا منطقة، قبيلة، جنس، عرق، مذهب، أو أي أمر آخر، نحن سعوديون وكلكم سواسية، فجميع المبتعثين أبنائي وبناتي، والملحقية مفتوحة للجميع، وأنا وجميع منسوبي الملحقية ما وجدنا إلا لخدمتكم وتسهيل وتذليل الصعاب أمامكم من أجل تحقيق الأهداف المنشودة من ابتعاثكم للعودة لخدمة الدين والوطن على أكمل وجه". وأضاف العيسى: "أنا شخصياً أتجاوز النظام كثيراً في التساهل من الطلبة من أجل منحهم فرصة لإكمال تعليمهم وهذا أمر لا أخفيه، بل نحن ندعم كل الطلبة المجتهدين الصادقين، ولكن في الوقت ذاته لا مكان للمستهترين والمتهاونين لأننا مؤتمنون على الأموال والوقت الذي من الظلم إهداره في غير مكانه". وتطرق الدكتور محمد العيسى إلى قضايا العُنف الأسري وقال: "نعم هناك حالات شاذة للعنف الأسري، وحقيقة الرجل اللئيم هو من يضرب امرأة، خاصة في بلد غربة". وأضاف: "مع تفهمنا الكامل الظروف المحيطة بمثل هذه الحالات إلا أننا نشدد على ضرورة أن تتواصل المعنفات مع الملحقية، السفارة، أو القنصليات، ونحذر المُعنفات من اللجوء للسلطات الأميركية دون علمنا، لأن ذلك سيعرضهن لإلغاء المنح الدراسية بحسب النظام". وأعلن العيسى أيضا عن توصية رفعتها الملحقية لوزارة التعليم العالي من أجل زيادة في المكافأة للطلاب والطالبات الذين يدرسون في مختلف المراحل في الجامعات المتميزة. وأضاف: "نتطلع لأن تكون هناك زيادة خاصة للطلبة الدارسين في أفضل الجامعات الأميركية بحيث يكون للطلبة الدارسين في أفضل 10 جامعات أميركية زيادة معينة، بعدها زيادة بمقدار معين للطلبة في أفضل 20 جامعات، ومكافأة أخرى للدارسين في أفضل 25 جامعة، وأتمنى أن تتم الموافقة قريباً". وأردف: "رفعنا للوزارة ومنها للمقام السامي للنظر في مكافآت المبتعثين في الولاياتالمتحدة ولكن مثل هذه الأمور بحاجة إلى الوقت". ورفض في الوقت ذاته النظر في زيادة مكافآت الطلبة في الولايات والمدن المرتفعة التكاليف المالية مثل بوسطن، نيويورك، ولوس أنجلوس، وبرر العيسى ذلك بقوله: "نريد الزيادة للجميع وأعلم أن هناك التكاليف تختلف من ولاية لولاية أخرى ومن مدينة لمدينة أخرى، وأعلم أن بوسطن مكلفة فابني وابنتي يدرسان فيها، لكن كما ذكرت سابقاً نحن رفعنا توصيات بالنظر في رفع قيمة المكافأة". وحول مطالب بعض الطلبة بالنظر في شروط الحصول على المكافأت مثل مكافأة التميز التي تلزم طلبة مرحلة البكلاريوس بدراسة 15 ساعة، و12 ساعة لطلبة الدراسات العليا في الفصل الدراسي الواحد، أوضح: "الشروط والمعايير الموضوعة جاءت بعد دراسة مستفيضة ومن الصعب تغييرها، كما أنه يجب أن تعلموا أن الملحقية الثقافية السعودية بالولاياتالمتحدة الأميركية هي الملحقية السعودية الوحيدة التي تقدم هذه المكافأة، حيث إنها جاءت بدعم من الأمير بندر بن سلطان عندما كان سفيراً للمملكة في الولاياتالمتحدة واستمرت هذه المكافأة حتى الآن". وكشف الدكتور العيسى عن أن عدد المبتعثين والمبتعثات السعوديين بلغ 111000 طالب وطالبة في عام 2014، في حين أن عدد المبتعثين السعوديين لم يتجاوز 10000 في عام 2007. ووصف الدكتور محمد العيسى بأن البوابة الإلكترونية للملحقية الثقافية السعودية بأميركا بعد تحديثها وبثوبها الجديد أصبحت أكثر فاعلية، وقال: "لن تكون هناك مشاكل بين الطلبة والمشرفين الدراسيين بسبب التأخر في الرد على الاستفسارات والطلبات، إذ إن المشرف أو المشرفة الدراسية مطالب بالرد في مدة أقصاها 3 أيام أو سيتعرض للمساءلة".