دعا أمير منطقة الرياض خالد بن بندر بن عبدالعزيز إلى سبر أغوار التراث العربي والكشف عن آفاقه وفضاءاته التي لا تنتهي ونفائسه التي لا تقدر بثمن، بحسب تعبيره. وشدد على استخدام بعض المحلات التجارية غير اللغة العربية، مذكرا بالتوجيه الصادر منذ فترة وينص على الالتزام باللغة العربية والمسميات العربية، مشيرًا إلى اهتمام وزارة التجارة والصناعة ووزارة الشؤون البلدية والقروية بهذا الموضوع. وقال "نحن ندعم هذا التوجه وندعم التشبث والتمسك بلغتنا العربية سواء على المسميات أو أي شيء يطلق على المواقع والأماكن التجارية". وأكد أمير الرياض إيمان الحكومة بدور الثقافة في النهضة، وقال خلال افتتاحه أمس، بحضور نائب أمير منطقة الرياض الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز الندوة الدولية الثانية "قراءة التراث الأدبي واللغوي في الدراسات الحديثة" التي تنظمها جامعة الملك سعود، في قاعة الشيخ حمد الجاسر بالجامعة: "إن رعايتنا لهذه الندوة تعكس إيماننا الراسخ بأهمية الثقافة في النهضة والتطور، وتجسد حرص الدولة الكريمة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – على تحقيق ما فيه رفعة للعلم والعلماء في هذا البلد المعطاء الكبير، وهو ديدنه -حفظه الله- ونهجه الثابت الذي لا يساوم عليه ولا يتنازل عنه". وأضاف "إن الله سبحانه وتعالى اصطفى اللغة العربية لتكون لكتابه حرفا ولعباده من المسلمين درسا وذكرا، ولتراث أهلها حافظا أمينا وناقلا معينا". لافتا إلى أن "اللغة شريان الأمة ووعاء تاريخها وصلة مستقبلها، وهي هوية ناطيقها وعنوان فكرهم ودليل حضارتهم، ولا يختلف على ذلك العقلاء ولا ينازع فيه الفضلاء". وكان الحفل الخطابي للافتتاح قد شهد كلمة رئيس قسم اللغة العربية وآدابها رئيس الندوة الدكتور خالد بن عايش الحافي أوضح فيها أن الندوة امتداد لسلسلة من البحث العلمي الرصين وفق رؤية علمية يتبناها قسم اللغة العربية، تسهم في دفع حركة البحث العلمي من خلال طرح وجهات نظر مختلفة بأساليب متنوعة. وأفاد أن الندوة تضمنت أربعة محاور رئيسة أولها نقد نظريات القراءة، ثم القراءت المنهجية الحديثة في التراث النقدي، وقضايا التراث الأدبي واللغوي، إضافة إلى آفاق قراءة التراث الأدبي واللغوي في الجامعات. وفيما شاهد الحضور فيلما وثائقيا عن قسم اللغة العربية وآدابها ومناشط الكراسي البحثية والمشاركات المجتمعية التي تخدم اللغة العربية، أكد عميد كلية الآداب الدكتور صالح بن معيض الغامدي في كلمته أهمية التراث الأدبي واللغوي من خلال بناء الحاضر والمستقبل، لافتا إلى أن الندوة تهدف لتعميق الوعي بالتراث الأدبي واللغوي في علاقته بحاضر المعرفة الأدبية واللغوية ومستقبلها. بينما نوه مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر باستراتيجية الجامعة لدور أعمق في المجال البحثي، من خلال طرح حزمة من البرامج والمبادرات لدعم الباحثين وحثهم على العمل المعرفي، وتشجيعهم على نشر منجزاتهم العلمية في أوعية النشر العالمية الرصينة، مبينا أن هذا التوجه أثمر عن بروز أعمال بحثية لمنسوبي الجامعة أسهمت في التحليق عاليا في سماء المعرفة. وأفاد أن التوجه العالمي نحو العلوم البحتة لن يوقع الجامعة في زلة الانسياق مع الموجة وترك العلوم الإنسانية. وأكدت الدكتورة فاتحة الطايب من المملكة المغربية في كلمة المشاركين أن المؤسسات الأكاديمية العربية تسير باتجاه ترسيخ منظور يحترم حركة التاريخ؛ بحيث يجعل الماضي أمامنا حتى يتسنى لنا النظر فيه والتواصل معه من موقعنا في الزمن الحاضر واستشراقاً للمستقبل.