بعد زواجه منذ 20 عاما، رزق المواطن سعيد محمد الشهراني بخمسة من الأطفال، إلا أن مرضاً غامضاً أخذ يفتك بهم واحداً تلو الآخر، مما أدخله وأسرته في دوامة معاناة على مدى عقدين. وأبدى الشهراني وهو "عسكري متقاعد"، من سكان رغوة "شرق محافظة خميس مشيط"، استغرابه الشديد لعدم تشخيص واضح من قبل المستشفيات التي راجعها سواء داخل المنطقة أو خارجها لحالة أطفاله، مقارنة بطول المدة، ووفاتهم جميعا. وأكد الشهراني ل"الوطن" أن تلك المستشفيات تكتفي بإصدار التقارير الطبية فقط، دون سعيها لإجراء استقصاء أو دراسة مركزة لهذه الحالات التي تعد نادرة، أو حتى الاستعانة بخبرات أجنبية في مراكز عالمية، مما أدخل الأسرة في معاناة حقيقية. وأضاف الشهراني: أن معاناته وأسرته تجددت بقدوم توأم، وبدأ المرض يهاجم أحدهما وهي الطفلة "روضة"، التي تجاوز عمرها العام ونصف العام، ولم يكترث بمتابعة وضعها الصحي، عطفا على ما حدث من تجاهل - على حد قوله - لأشقائها - رغم محاولاته طرق جميع الأبواب ولكن دون جدوى، مناشداً الجهات المعنية بإيجاد حل لمعاناته ومعاناة أسرته سواء داخل المملكة أو خارجها. وتشير التقارير الطبية الصادرة من مستشفيات القوات المسلحة بالجنوب - تحتفظ "الوطن" بنسخة منها - إلى أن تشخيص حالة أحد الأطفال يتمثل في فقدان نخاعي المادة البيضاء بالدماغ، ولا يوجد علاج، والحالة الثانية تم تشخيصها باضطراب عصبي انحلالي، واشتباه بمرض المادة البيضاء، والحالة الثالثة شخصت باشتباه اضطراب عصبي استقلابي وتأخر بالنمو ورأرأة بالعينين مع ضعف بالرؤية، ولم تخرج الحالتان الأخيرتان عن التشخصيات السابقة. من جهته، أوضح الطبيب المعالج بمستشفى القوات المسلحة في الجنوب للطفلة روضة الدكتور سعيد آل طالع، أن تشخيص حالتها يتمثل في تأخر في النمو والتطور بسبب مرض خلقي يصيب الجهاز العصبي، ولا تزال تجرى لها الفحوصات الدقيقة نظرا لصعوبة تشخيص المرض، خاصة أن خمسة أطفال من نفس العائلة توفوا بسببه، مشيراً إلى أن الأسرة تحتاج إلى الدعم النفسي والمادي.