هز تفجيران انتحاريان صباح أمس، الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية، مما أدى إلى مقتل 5 أشخاص وإصابة 80 آخرين، 7 منهم في حالة حرجة في هجوم استهدف المستشارية الثقافية الإيرانية. وذكرت مصادر أمنية أن مهاجمين انتحاريين أحدهما يستقل سيارة والآخر دراجة نارية نفذا الهجوم. وبعد ساعات قليلة أعلنت كتائب عبدالله عزام المرتبطة بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن التفجيرين في رسالة على حسابها على تويتر، قائلة إن المستشارية الثقافية الإيرانية كانت مستهدفة في الهجوم. وتوعدت بمواصلة هجماتها حتى انسحاب حزب الله من سورية، وإطلاق سراح بعض المعتقلين في سجون لبنان. وأشار شهود عيان إلى أن الهجوم أدى إلى أضرار بليغة في محيط المبنى، إذ تحطمت نوافذ الكثير من البنايات المجاورة، ومنها إحدى دور الأيتام. وقامت السلطات في وقت لاحق بنقل الأيتام إلى مراكز أخرى كما اشتعلت النيرات في بعض السيارات التي كانت تقف بالقرب من المكان. وأضافوا أن عددا من الأطفال كانوا من بين الجرحى. وأظهرت تغطية تلفزيونية سيارات الإطفاء وجنودا لبنانيين يؤمنون الشارع، بينما كانت سيارات الإسعاف تهرع إلى المنطقة. وتقع السفارة الكويتية بالقرب من مكان الانفجار، إلا أنه لم يصب أحد من موظفي السفارة أو المواطنين الكويتيين بأذى، وفق ما أعلنته السفارة في بيان رسمي. وقال مصدر أمني في تصريحات إلى"الوطن"، إنه تم العثور على أشلاء بشرية في المكان توحي بأن انتحاريين يقفان وراء الانفجارين. كما أعلن مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، أن الانفجار الأول استخدم فيه 90 كجم من مادة "تي.أن.تي"، بينما استخدم في الثاني 70 كجم من نفس المادة. ودعا الجيش اللبناني أهالي المفقودين إلى إجراء فحوصات الحمض النووي. وأضاف المصدر "تمّ اكتشاف السيارة المفخخة قبل تفجيرها بواسطة العريف في قوى الأمن الداخلي محمد دندش، الذي دخل في تلاسن مع الانتحاري لمحاولة عدم تمكينه من تنفيذ الجريمة، إلا أن الأخير فجر نفسه، مما أدى إلى وفاة الاثنين. وقد تم العثور في موقع الانفجار على هوية مزورة باسم م. ح. ح. يبدو أنها لأحد الانتحاريين". وفور وقوع الحادث فرضت القوى المختصة طوقا أمنيا في المكان، فيما أطلق الجيش اللبناني الرصاص لإبعاد المواطنين من محيط الموقع، تحسبا لوجود سيارة مفخخة أخرى. كما نصب "حزب الله" حواجزه في كافة مناطق الضاحية الجنوبية فور وقوع الانفجارين. من جانبه، استنكر رئيس الحكومة تمام سلام العملية، وقال في بيان "وسط الأجواء الإيجابية التي رافقت ولادة الحكومة، وتركت ارتياحا لدى اللبنانيين، وجه الإرهاب ضربة جديدة للبنان عبر تنفيذ تفجير في منطقة مدنية آمنة في رسالة تعكس إصرار قوى الشر على إلحاق الأذى بلبنان، وزرع بذور الفتنة بين أبنائه". كما دان رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري الانفجار، ودعا إلى ملاحقة المخططين وأوكار الإرهاب أنّى كانت، مؤكدا "وحدة الموقف اللبناني أكثر من أي وقت آخر في مواجهة الإرهاب وكل المحاولات المشبوهة والمدانة لإثارة الفتن وضرب الجهود القائمة لحماية الاستقرار". كما جددت "كتلة المستقبل" مطالبها حزب الله بالانسحاب من سورية لسد الذرائع وحماية لبنان. إلى ذلك، قال وزير الداخلية الجديد نهاد المشنوق "سنتخذ التدابير الواجبة لإغلاق نقاط تمرير السيارات، فنحن نريد تجفيف معابر الموت في البقاع، وسنأخذ كل ما يلزم من إجراءات أمنية وسياسية لتوقيف هذه الظاهرة الإجرامية". وأضاف "من يسهل عبور السيارات المفخخة هو مجرم، ونعلم أن هناك معابر لبنانية للسيارات المسروقة التي تُرسل لتنفجر في سورية". وحول إعلان كتائب عبدالله عزام مسؤوليتها قال "هناك من يسهل لها العمل، وهؤلاء لبنانيون للأسف الشديد، وهذا التسهيل لا يقل إجراما ومسؤولية". أما وزير الصحة وائل أبو فاعور، فقد قال أثناء زيارته الجرحى في المستشفيات "هناك من يريد تفجير الوضع الداخلي، والرد يجب أن يكون بالإسراع في إصدار البيان الوزاري، وعمل المعالجات الأمنية، وتأمين الغطاء والدعم للجيش اللبناني والأجهزة المختصة، وتأمين الوفاق السياسي والتنسيق بين الأجهزة لمنع حصول تفجيرات مستقبلية".