قلل وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة من مخاوف توقف "جائزة محمد الثبيتي للإبداع" في ظل تخلي الداعمين، وتكفل نادي الطائف الأدبي بتمويل الجائزة التي تبلغ قيمتها لفروعها الثلاثة 250 ألف ريال. وقال خوجة ل"الوطن": هناك رجال وشعراء كبار كثيرين مثل الثبيتي وغيره، تفكر الوزارة في كيفية تكريمهم وماهي المناسبات التي تكرمهم فيها، ولن يكون هناك شخص بعينه وإنما تفكير الوزارة في أسماء عديدة من الشعراء المتميزين والمبدعين في المملكة. وأضاف خوجة: "سيكون هناك وضع خاص وترتيب معين وننتظر الآن الهيئة العليا للثقافة والفنون وهي في طريقها، إن شاء الله تتحقق، والآن الأندية الأدبية تؤدي دورها، ولكن ننتظر تأسيس الهيئة العليا للثقافة والفنون لترتيب كثير من الأمور قريبا بإذن الله. وإزاء غموض مستقبل الجائزة الذي سيكشف عنه اجتماع أمانتها المرتقب مع نادي الطائف الأدبي ، رشحت آراء عن أحقية "أبناء الثبيتي" في نقل الجائزة إلى أي ناد يضمن استمراريتها، إذا تعذر دعمها من قبل أدبي الطائف. وقال رئيس نادي مكة الأدبي الدكتور حامد الربيعي معلقا: الأمر تتدخل فيها عدة عوامل فإن كانت الرغبة من أبناء الفقيد سألتمس لهم بعض الحق في اختيار المكان المناسب ونقلها بصفة دورية من ناد لآخر، وفق ما تقتضيه الظروف والمصلحة وأما إذا كانت الجائزة فكرة نادي الطائف الأدبي سيختلف الأمر إذ أصبحت مسجلة لنادي الطائف، ولا أرى من حق أبناء الفقيد رحمه الله نقل الجائزة ولا حتى التدخل في آليات تنفيذها. وعن استعداد أدبي مكة لاحتضان الجائزة، قال الربيعي: لو تنازل نادي الطائف عن حقه الأدبي والتاريخي، فمن حق نادي مكة أو أي ناد آخر يمكن أن يدرس الموضوع في جمعيته العمومية. وذهب الربيعي إلى أن أدبي الطائف لم يكن بمقدوره التنبؤ بما سيحدث بعد عامين من الآن، وهل يكون هناك دعم أو لا يكون؟ وإذا كان هناك دعم فهل هو مشروط أو مفتوح؟ وأضاف: أمور كثيرة تحيط بالموضوع وفي اعتقادي أن من المناسب جدا أن تظل الجائزة في مكان ولادتها، وأن يتولى النادي تدبير أمورها في المستقبل، وأعتقد أن النادي لن يعدم من يدعم الجائزة. من جهته عبر الشاعر عبد الله الصيخان عن تطلعاته لأن تتبنى وزارة الثقافة تمويل الجائزة ، إذا عجز أدبي الطائف عن ذلك ، مستشهدا بتبني الوزارة تمويل بعض مهرجانات الأدية كمهرجان " قس بن ساعدة " بنجران، مؤكدا على حتمية اهتمام الوزارة باسم بات رمزا وقامة كبيرة في الشعر السعودي كمحمد الثبيتي . وكان مثقفون وأدباء قد تفاعلوا مع ما نشرته الوطن أول من أمس حول تخوفات من عدم استمرار الجائزة، وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي حراكا لبعض المثقفين الذين أجمعوا على أن الجوائز الأدبية ينبغي ألا تكون سحابة صيف إذ لا بد من إيجاد آلية لها حتى لا تتلاشى بتغير الأشخاص الذين ابتدعوها. واعتبر الروائي عواض شاهر في صفحته على الفيس بوك "أن الجائزة التي تقع تحت رحمة الداعمين وتقلب أمزجتهم، أو يرتهن استمرارها إلى ما يكون عليه النادي الأدبي من تجانس وتنافر بين إدارة وأخرى، لا يمكن أن نقول عنها إنها جائزة عابرة للأجيال، بل ولا حتى إلى مسافة جيل واحد". وأضاف عواض مقارنا "ها هي جائزة الثبيتي التي تبناها نادي الطائف الأدبي يتخوف محبوها من تخلي الداعمين عنها، ومثلها جائزة الرواية التي تبناها نادي حائل عندما تعثرت في دورتها الأولى بسبب قلة الدعم، وهي وإن كانت تحولت من جائزة نادي حائل الأدبي للرواية إلى جائزة باسم أمير المنطقة فإنها لولا تكفل الأمير بدعهما ماديا ومعنويا ( أو هكذا سمعت) لربما توقفت مصفة الاستمرارية والزيادة، ولا حتى ثمة وعي جيد بتشكيل احتياط من الثقة والمصداقية بما أن المسألة بدأت بالنوايا الحسنة".