سجلت أسعار الأرز ارتفاعا تدريجيا في الأسواق المحلية بنسبة تراوحت بين 5 و10% في بعض الأصناف، مقارنة بالأسعار التي كانت عليها قبل نحو 3 أسابيع، في حين أرجع تجار ومستثمرون في قطاع الأغذية بالمملكة هذه الارتفاعات إلى ما سموها الارتفاعات التدريجية لأسعار الأرز بالدول المصدرة مطلع هذا الشهر، مما سيؤثر تأثيرا مباشرا على أسعار الأرز بالسوق السعودي. وبحسب جولة ميدانية قامت بها "الوطن" خلال اليومين الماضيين، فقد لوحظ ارتفاع أسعار الأرز تدريجيا في الأسواق بنسبة تتراوح بين 5 و10% لبعض أصناف الأرز، بينما أرجع مسؤولو مبيعات في مراكز غذائية أسباب الارتفاع إلى المورد الأساسي في السوق المحلي والبعض الآخر إلى المورد الأساسي في الأسواق الخارجية. وأرجع رئيس اللجنة التجارية بالغرفة التجارية بالمدينة المنورة محمود رشوان ل"الوطن" ارتفاع أسعار الأرز بشكل تدريجي إلى أن الأرز يأتي من موردين، في ظل زيادة في الطلب العالمي عليه مع شبه ثبات في الإنتاج، مضيفا: "يجب أن يكون هناك شراء موحد ليثبتوا الكميات والسعر". وأشار رشوان إلى أنه من الممكن الحصول على أنواع أخرى من أرز البسمتي من دول أخرى، والواجب على وزير التجارة أن يضع يده بيد تجار الأرز وأن يقيم حلقات نقاش تساعد في كيفية استقرار أسعار الأرز. وأشار أحد كبار تجار الأرز بالمدينة المنورة محمد الخالدي إلى أن بعض تجار الأرز السعوديين بالسوق المحلي يجب أن يتوجهوا نحو بلدان بديلة كتايلاند وباكستان والتعاقد معهما وتوريد كميات كبيرة إلى السوق السعودي لكبح جماح الأسعار المرتفعة حالياً، سواء الأرز الهندي أو غيره. وبين الخالدي أن السوق السعودي من أكثر أسواق العالم استهلاكا للأرز، كما أنه يمثل السوق الأهم بالنسبة للإنتاج الهندي والباكستاني، في حين يأتي الأرز المصري والفلبيني في مرحلة متأخرة من حيث الاستهلاك المحلي في السوق السعودية. من جانب آخر، أكد مستوردون أن ارتفاع أسعار الأرز في الأسواق المحلية سيكون تدريجيا ولن يكون ارتفاعا مفاجئا، حيث إن تجار الأرز المحليين باتوا يدفعون ثمن جشع بعض تجار الهند التي تُعد أكبر أسواق العالم تصديرا للأرز، مشيرين إلى أن هناك أسبابا أدت إلى ارتفاع أسعار الأرز، أولها احتكار بعض تجار الأرز في الهند وبعض الدول للمحصول، والثاني هو زيادة الطلب من قبل الأسواق الإيرانية والأوروبية والأميركية على محاصيل الأرز الهندي بسمتي. وأكد فيصل الزهراني مستثمر في سلعة الأرز توافر مخزون كافٍ من الأرز في السوق المحلي مع استمرار التجار في الشراء ما يعطي طمأنينة بتوافر الأرز بكميات كافية تلبي الطلب الداخلي في المملكة، مضيفا: "ارتفاع أسعار الأرز الذي تشهده السوق السعودي يعود إلى أسباب خارجية، خصوصا في السوق الهندي وفي محصول الأرز البسمتي، إذ توجد مضاربات بين التجار الهنود"، مشددا على أن التاجر السعودي ليس له دور في زيادة سعر الأرز لأنه يشتري من السوق الهندي بسعر مرتفع. من جهته، أبدى المواطن خالد الجهني استغرابه لارتفاع أسعار الأرز حين قدومه إلى السوق المحلي، مشيرا الى أنه حصل قبل ثلاثة أسابيع على نوع ال5 كيلو من أرز الشعلان ب32 ريالا، لكنه تفاجأ من ارتفاعه إلى 38 ريالا في الوقت الحالي. وبين الجهني أنه يجب وضع حلول عاجلة لإيقاف ارتفاع أسعار الأرز، حيث إن المجتمع السعودي يعتمد بشكل كبير على الأرز في غذائه ويجب أن يوقف جشع التجار، سواء من الموردين أو المصدرين.