عاد ملف السجون السرية التي لجأت إليها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي أي إيه) للظهور من جديد من خلال الكشف عن مجموعة من أشرطة فيديو وتسجيلات صوتية، خاصة بالاستخبارات الأمريكية، توثق عملية استجواب رمزي بن الشيبة الذي دبر هجمات11 سبتمبر 2001 خلال استجوابه في أحد السجون السرية. وتفتح تلك الأشرطة التي عثر عليها أسفل أحد المكاتب بالمخابرات المركزية الأمريكية ، نافذة فريدة تمكن من الإطلاع على الكيفية التي ساعدت فيها حكومات أجنبية الولاياتالمتحدة في عمليات احتجاز واستجواب الإرهابيين المشتبه بهم. وتتمثل المواد التي عثر عليها في شريط صوتي جنباً إلى جنب شريطي فيديو. ويعتقد أن تلك المواد الثلاثة هي كل ما تبقى من مواد توثق لما يحدث داخل منظومة السجون السرية. وحسب ما قاله العديد من المسؤولين الأمريكيين والسابقين، والذين رفضوا جميعاً ذكر أسمائهم لأن الأشرطة لا تزال سراً تخضع لحراسة مشددة ، فإن "الأشرطة تروي مراحل استجواب بن الشيبة داخل مسجد تديره الحكومة المغربية قرب الرباط عام 2002. واعتقد المسؤولون أنهم مسحوا من على وجه البسيطة أي صور لاستجواب المعتقلين تحت إشراف ال( سي أي إيه )، حينما لجأت المخابرات الأمريكية لتدمير ما لديها من أشرطة الفيديو البالغ عددها 92 شريطاً تصور استجواب أبي زبيدة وعبد الرحمن الناشري وهما اثنان آخران من ناشطي القاعدة تم استنطاقهما باستخدام وسيلة تعذيب الإيهام بالغرق. ولكن أحد موظفي (السي آي إيه) عثر في عام 2007 على صندوق مغلق تحت أحد المكاتب بوحدة مكافحة الإرهاب التابعة للاستخبارات الأمريكية فإذا به يحتوي على أشرطة استجواب بن الشيبة. وما يعد أكثر أهمية بالنسبة للدفاع عن بن الشيبة هو أن "هذه الأشرطة توفر الدليل على الحالة العقلية التي كان عليها بن الشيبة خلال الأشهر الأولى التي كان فيها رهن الاعتقال". وكما تشير إليه أوراق المحكمة، فقد طالب محامو الدفاع بالسجلات الطبية لمعرفة ما إذا كانت السنوات التي قضاها بن الشيبة رهن اعتقال ال"سي آي إيه" هي التي أدت إلى جعله غير مستقر من الناحية العقلية أم لا حيث إنه يعالج الآن من فصام الشخصية من خلال جرعات مكثفة من أدوية علاج الاضطرابات الذهنية. ويقول توماس دوركين المحامي المدني الذي يقف مدافعا عن بن الشيبة "لو أن هذه الأشرطة موجودة فسوف يتغير مجرى القضية".