بدوره، أوضح المتحدث باسم مجلس الوزراء السفير هاني صلاح، أن الحكومة اتخذت إجراءاتها لتأمين ذكرى الاحتفال بثورة 25 يناير، وعدم إعطاء الفرصة لعناصر تنظيم الإخوان الإرهابية، وأن الأجهزة الأمنية على أهبة الاستعداد لردع المخربين. وأضاف صلاح، تعليقا على بيان الجماعة الذي حاولت فيه مغازلة الشعب في ذكرى 25 يناير أنه "لا تصالح مع من تلوثت أيديهم بالدماء، وكل من ارتكب جرما لن يفلت من العقاب، وأن الشعب لن يستجيب لدعوات الإخوان". إلى ذلك، أكد الرئيس المصري الموقت عدلي منصور، أن 25 يناير هي ثورة شعبية نزيهة أطلق شرارتها الشباب، وشاركت فيها جميع فئات الشعب المصري، وأن ثورة 30 يونيو جاءت كمد ثوري لإعادتها إلى مسارها الصحيح. وقال بيان صادر عن الرئاسة أمس، إن منصور أشار خلال لقائه وفدا يمثل قوى الشباب المصري إلى أنه لا عودة إلى الوراء، مبينا أن الشباب هم عماد مصر التي لن يبنيها سواهم، الأمر الذي يتطلب منهم أن يعملوا، وأن يقدروا أن الوطن أكبر من أن تمثله مؤسسة ما، ومن ثم فإنه الأبقى. وأوضح الرئيس المصري أن التغيير عملية ديناميكية مستمرة، لن تتحقق بين عشية وضحاها، ويتعين أن تكتمل بالحق والوسائل السلمية، وليس من خلال العنف، سواء تجاه الأفراد أو الدولة. يأتي ذلك في الوقت الذي دعا فيه "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، المناصر للرئيس المعزول محمد مرسي، لما أسماه "موجة ثورية جديدة"، تبدأ عشية الذكرى الثالثة للثورة ولمدة 18 يوما، وهي المدة التي استمر فيها اعتصام التحرير حتى إسقاط مبارك عام 2011. وقال التحالف، في بيان له حصلت "الوطن" على نسخة منه، "هدف هذه الموجة الثورية توحيد الصف لاسترداد الثورة، والعمل على استكمالها"، وأضاف أنه يرفض أي محاولات للاستغراق في أخطاء الماضي، مثمنا بيانات الاعتذار عن أي أخطاء ارتكبت في حق المسار الثوري والدعوة للوحدة. من جهته، قال المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية أحمد المسلماني، إنه لا يحق لأحد أن يحتكر الحديث باسم ثورة يناير، لأنها ثورة شعب خرجت جموعه لأجل إسقاط النظام، وبناء جمهورية جديدة خالية من الفقر والمهانة والمرض. إلى ذلك، كشفت مصادر أمنية بمباحث الإنترنت وجرائم المعلومات أن لعبة الأرقام التي تم ترويجها في الفترة السابقة علي مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" كانت مجرد "شفرة" ابتدعها الإخوان لتوصيل عدة رسائل بين أعضاء التنظيم في مصر والخارج، مضيفة أن "وزارة الداخلية شكلت لجنة خلال الفترة الماضية لبحث هذه الشفرات والوقوف على مدى صحة ارتباط هذه الأرقام بأعمال عنف مرتقبة أثناء الاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة يناير". من ناحية ثانية، قال العقيد أحمد محمد علي، المتحدث باسم القوات المسلحة، إن عناصر حرس الحدود دمروا 9 أنفاق جديدة بمدينة رفح بشمال سيناء، وذلك بالتنسيق مع الهيئة الهندسية للجيش"، فيما أشار قائد الجيش الثاني الميداني اللواء أحمد وصفي، إلى أن الفترة المقبلة ستحتاج مجهودا أكبر لاقتلاع جذور الإرهاب نهائيا من كافة أنحاء مصر. في غضون ذلك، قضت محكمة الجنح أمس، بحبس مؤسس حركة "بلاك بلوك" شريف الصيرفي واثنين آخرين بالسجن عامين، ووضعهم تحت المراقبة لمدة مماثلة للعقوبة المحكوم بها عليهم؛ لتحطيمهم حجر أساس النصب التذكاري في ميدان التحرير أثناء احتشاد عدد من المتظاهرين في ذكري "أحداث محمد محمود" في نوفمبر الماضي. في سياق منفصل، أخطرت النيابة العامة إدارة سجن برج العرب بقرار إحالة الرئيس المعزول محمد مرسي و24 متهما آخرين بينهم محامون وصحفيون ونشطاء وأشخاص ينتمون لجماعة الإخوان، للمحاكمة في قضية "إهانة القضاة"، مشيرة إلى أن مرسي سب وقذف القاضي على النمر، بأن وصفه في خطابه الرئاسي المؤرخ في 26 يونيو المذاع علانية على القنوات التلفزيونية والفضائية المختلفة بأنه "قاض مزور"، معرضا به بأنه أحد قضاة محاكمة خصها وحددها في حديثه، وهي دعوى المحاكمة المعروفة إعلاميا بقضية أرض الطيارين. وكل ذلك بسبب أدائه وظيفته كقاض، وإشرافه القضائي على الانتخابات البرلمانية عام 2005.