لم تسلم وزارة الثقافة والإعلام من الانتقادات "الساخنة" التي وجهها أعضاء وعضوات مجلس الشورى لعملها أثناء فتح المجال لمناقشة التقرير السنوي الأخير للوزارة في جلسة أمس التي عقدت بمقر المجلس. وتلخصت الانتقادات في نقص المعلومات الواردة في التقرير وعدم موضوعيته، إلى جانب أن الوزارة أخذت وقتاً وجهداً في مراقبة المطبوعات، ولو استنفدت تلك الجهود في تطوير الإعلام لأنتجت إعلاماً محلياًّ قادراً على المنافسة إقليمياًّ وعالمياًّ وهو ما أكده بعض الأعضاء. فيما ثمنوا جهودها في إعادة هيكلة قطاعاتها وإنشاء الهيئات الثلاث الجديدة، لكنهم أكدوا أن التطورات لم تنعكس بشكل مباشر على طريقة أداء الوزارة، مشيرين إلى أن الهدف يتجاوز إعادة الهيكلة إلى الاهتمام بالثقافة، ولن يتم ذلك دون استراتيجية. وأوضح الأعضاء المنتقدون لأداء الوزارة أن التغيرات الجذرية التي طرأت على الوزارة لم تنعكس على طريقة أداء الوزارة في الشأن الثقافي بعد تحويل قطاعاتها الإعلامية إلى هيئات. وتناولت إحدى العضوات انتخابات الأندية الأدبية واعتراض بعض أعضائها على نتائجها، مطالبة بأن تعتمد الوزارة التصويت الإلكتروني. وتساءلت عن مصير الأندية الأدبية وتحويلها إلى مراكز ثقافية بحسب ما يتناقله عدد من مسؤولي الوزارة، كما تساءلت عن المعايير التي تتم بها دعوة الأدباء والمثقفين للمشاركة في المنتديات الثقافية ضماناً للشفافية ولعدم تكرار الأسماء نفسها في كل مناسبة. وقدم عدد من الأعضاء مقترحات طالبوا اللجنة بمناقشتها مع وزارة الثقافة والإعلام، منها إنشاء هيئة وطنية مستقلة لتقويم الإعلام، ووضع ضوابط ملزمة للقنوات الفضائية الخاصة التي تبث مواد لا تخدم المجتمع ولا اللحمة الوطنية، فيما أكد عدد من الأعضاء على ضرورة تذليل المعوقات التي تواجه وكالة الإعلام الخارجي للقيام بمهامها، مؤيدين توصية اللجنة الأولى التي تقترح العمل مع الجهات المسؤولة ذات العلاقة وتعاونها معها للقيام بدورها. من جانبها، أوصت لجنة الشؤون الثقافية والإعلامية في المجلس بعد دراستها للتقرير، بضرورة أن تتضمن التقارير القادمة مؤشرات أداء سنوية عن القطاعات التابعة لها، والعمل مع الجهات المسؤولة على معالجة المعوقات التي أدت إلى قصور الإعلام الخارجي وتسهيل أداء الوزارة لقيامها بهذا الدور. كما أوصت اللجنة بأن تقوم الوزارة بوضع رؤية استراتيجية واضحة المعالم لمجالات عملها تتماشى مع التغيرات الهيكلية الجديدة بها ومع خطط التنمية، وأن تسارع بإعادة هيكلة القطاع الثقافي. "أبو مريفة": سعودوا فرص العمل رسمت عضو مجلس الشورى الدكتورة فدوى أبو مريفة، أكثر من علامة استفهام حول عدم سعودة وزارة الثقافة والإعلام لوظائفها وشغلها بغير السعوديين، على الرغم من وجود شباب مميزين في الجامعات السعودية. وقالت في مداخلتها أثناء مناقشة التقرير السنوي الأخير للوزارة أمس، إن تبرير الوزارة بنقص عدد الموظفين وكفاءتهم في قطاع الثقافة الأمر الذي انعكس على القطاع ككل مبرر غير كاف، مطالبة بإعادة تأهيل موظفي الوزارة واستقطاب الكفاءات، إذ إن هناك 905 وظائف شاغرة و48 وظيفة مشغولة بغير السعوديين. وتساءلت عن شغل عدة وظائف بموظفين غير سعوديين، ودعت لاستقطاب الكوادر البشرية من أقسام الإعلام في الجامعات السعودية، وإحلالها في تلك الوظائف. كما تساءلت عن عدم وجود تفاصيل عن مشروعات الوزارة وأهدافها والمتعثر منها وتكاليفها المالية ونسبة الإنجاز فيها.