أقر الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، بمساعدة بلاده لقوات الحركة الشعبية الموالية لرئيس جنوب السودان سلفا كير في محاربة التمرد في الوقت الذي جعل فيه نائب الرئيس المعزول ريك مشار انسحاب الجيش اليوغندي شرطا من شروط وقف إطلاق النار. وفي تصريح له أمس، قال موسيفيني، إن قوات أوغندية ساعدت هذا الأسبوع فى هزيمة المتمردين خارج جوبا وقتل بعضهم فى المعركة، وألقى موسيفينى أيضا باللوم على ريك مشار زعيم المتمردين فى تحويل الخلاف السياسى إلى مواجهة عسكرية. وكان مشار قد أعلن أنه لن يقبل بوقف إطلاق النار قبل انسحاب القوات الأوغندية وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، الأمر الذي ترفضه جوبا رغم الضغوط التى مورست عليها من قبل الوسطاء الأفارقة. بينما أكد وزير الخارجية الجنوبى، برنابا ماريال، أن " إطلاق سراح المعتقلين يجب أن يتم طبقا للقانون". وفي الوقت الذي أعلنت فيه الولاياتالمتحدة أنها تحقق في مقتل اثنين من مواطنيها في جنوب السودان أول من أمس، وأنها أجلت نحو450 ودعت ما بين 200 إلى 300 للمغادرة، قالت وكيلة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية ليندا توماس جرينفيلد، إن أوغندا أوضحت بأنها ترمي للدفاع عن المنشآت الأساسية في البلاد، كما لوح مشرعون أميركيون بأن الكونجرس، سيطلب من إدارة الرئيس باراك أوباما، وقف المساعدات المقدمة سنوياً لدولة الجنوب. وفى السياق، أكدت مصادر في مقر المفاوضات الجارية بين طرفي صراع جنوب السودان في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حدوث انفراج كبير، وقالت إن الطرفين سيوقعان على اتفاق الهدنة فى أي لحظة. وأضافت "أن الوسطاء قدموا ضمانات لوفد المتمردين بإطلاق المعتقلين ال9 وعلى رأسهم الأمين العام السابق للحركة الشعبية باقان أموم، والقياديان في الحركة دينق ألور وكوستي مانيبي"، مؤكدة أن المفرج عنهم، سيقودون المرحلة الثانية من المفاوضات التي ستنطلق في أديس أبابا خلال الأسبوع المقبل. ميدانيا، أكد الجيش الشعبي لدولة جنوب السودان، سيطرة قواته على مناطق النفط بولاية أعالي النيل، وقال إن جميع آبار النفط خلف دفاعات الجيش الشعبي، مشددا على سيطرتهم على مدينة ملكال. وأعلن الناطق باسمه فليب أقوير، استعداد جيشه لتنفيذ ما يليه في أي اتفاق سياسي قد ينتج عن الحوار بين وفدي الحكومة والمتمردين تحت رعاية الاتحاد الأفريقي. إلى ذلك، اتهم الجيش الشعبي "قطاع الشمال" القوات المسلحة السودانية بتنفيذ اعتداء على قرى "شالي، سمارى" في محافظة الكرمك بولاية النيل الأزرق، وقال المتحدث الرسمي باسمه أرنو نقوتلو لودي، إن طائرات الأنتنوف أدخلت الرعب والهلع في نفوس المواطنين، وأدى القصف إلى مقتل 3 مواطنين وإصابة 4 آخرين، بينهم أطفال. من جهته، أطلق البرلمان السودانى، مبادرة جديدة أول من أمس، أكد فيها التزام الحكومة بالعفو العام عن حاملي السلاح في جنوب كردفان وإسقاط الدعاوى الجنائية ضد المتمردين والخارجين عن القانون بولاية جنوب كردفان ودمجهم في المجتمع. من ناحية أخرى، لفتت الأممالمتحدة الانتباه في تقرير أعده مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا "أوتشا" ونشر أمس، إلى أن أزمة جنوب السودان تتفاقم، وأن عدد نازحيها قدر بنحو 413 ألف شخص منذ 15 ديسمبر الماضي في حين سعى نحو 74 ألف شخص إلى اللجوء إلى الدول المجاورة.