اعترف عدد من الزوجات بأنهن لا يدخلن المطبخ، ولا حتى يقتربن من بابه، وعبرن عن اعتقادهن بأن مقولة "أقرب طريق إلى قلب الرجل معدته" انتهت، وأن على المرأة القيام بأدوار أخرى أهم من الطهي. تقول "أم خالد" لماذا أتعب نفسي في الطهي، طالما العاملة المنزلية تتولى ذلك، وما دمت أدفع لها راتبها، فهي البديلة عني في تلك المهمة، ولست الوحيدة في ذلك، ففي هذه الأيام بات العديد من المتزوجات لا يجدن الطبخ، ولا يستمتعن به كما في السابق". وعللت ذلك بقولها: "إنه الثلاثي الذي حاصرنا، واستولى على جل أوقاتنا، "الدراسة، والعمل، والعاملة المنزلية"، فالبعض منا عاملة، والأخرى موظفة، ومنا من بلغت بها الحال إلى الاتكالية المطلقة على العاملة المنزلية في إدارة شؤون المنزل، حتى الطبخ". وبنبرة غاضبة تحدثت الطالبة الجامعية ريم الفرحان، واستهلت حكايتها قائلة: "لم أطبخ وجبة واحدة من تاريخ زواجي منذ أربع سنوات، واقتصر دخولي للمطبخ على تحضير الشاي، والقهوة، والساندوتشات السريعة، أو قلي البيض لا أكثر". وعللت ذلك بقولها: "دراستي الجامعية، ووجود العاملة المنزلية، بالإضافة إلى الوجبات التي ترسلها لي والدتي يوميا مع السائق، حالت دون دخولي المطبخ"، مشيرة إلى أن المرأة العصرية لديها أمور أهم كالدراسة والعمل، وتحقيق الطموحات العلمية، وهذا كله جعل المطبخ من الماضي. وفيما يتعلق بالإجازات، وكونها فرصة لدخول المطبخ، قالت وهي تبتسم: "بحكم انشغالي في الدراسة، اعتدت مع زوجي وأطفالي الثلاثة على قضاء الإجازات الأسبوعية والعطلات، مرة في بيت أهله، وأخرى في بيت أهلي". أما معدة ومقدمة البرامج في القناة الثقافية نهى الناظر فلديها تجربة مختلفة، حيث ساعدتها مهنتها على إتقان الطهي، تقول "من خلال إعدادي وتقديمي فقرة المطبخ في برامجي، والتي كانت تهتم بالأسرة لسنوات، استفدت كثيرا، وأتقنت إعداد الأصناف الجديدة من الطعام، والحلويات، ووظفت ذلك لصالح عائلتي". واستنكرت الناظر إهمال بعض الزوجات، ورفضهن دخول المطبخ، وإلقاء مسؤولية ذلك على العاملة، قائلة: "لا يجب أن تلغي المرأة دورها الأساسي تجاه أسرتها، مهما كانت المبررات، فعليها الاهتمام بشؤونهم، خاصة فيما يتعلق بتقديم الغذاء المناسب لهم، وهو ما أهتم به دائما، حيث أحرص على التوازن بين عملي وأسرتي"، مشيرة إلى رفضها القاطع الاعتماد الكلي على العاملة المنزلية، خاصة في أمور الطبخ. وتشاطرها الفنانة التشكيلية فاطمة الدهمش الرأي قائلة "من مبدأ حرصي على سلامة عائلتي، وأن يتناولوا الطعام الجيد والصحي، أتولى الطبخ بنفسي، وعموما لا يمكنني الاعتماد على العاملة المنزلية، خاصة فيما يتعلق بنظافة الطعام وطهارته". وأوضحت أن "الفترة الوحيدة التي أكسر فيها هذه القاعدة عندما أنشغل بمعرض أو الدراسة، فنجلب الطعام من الخارج، وعندها ألحظ عيون عائلتي ترمقني معبرة عن الاستياء". ونصحت الدهمش الزوجات بعدم ترك المشاغل تطغى، وتقصي مهامهن كأمهات وزوجات، وقالت: "لا يعني كون المرأة تعمل أو تدرس أن تعتمد اعتمادا كليا على العاملة المنزلية في الطبخ". وتابعت قائلة "مهما تعلمت العاملة المنزلية كيفية إعداد الأكلات الشعبية المختلفة، لا يمكن أن تتقنها كربة البيت، وهذا السبب الذي يجعل من أمهاتنا يرفضن الاعتماد الكلي عليها فيما يخص شؤون الطهي". من جانبها أكدت أخصائية التربية الأسرية مسفرة الغامدي أن "الثلاثي: الوظيفة، والدراسة، والعاملة المنزلية لا يمكن أن تتخذه الزوجات مبررا لعدم دخول المطبخ، أو الاهتمام بأسرهن، خاصة فيما يتعلق بتوفير الغذاء المناسب للأسرة. وقالت "على الزوجات خاصة الأمهات منهن أن يعين جيدا أهمية إعداد الطعام للأسرة، وعدم الاتكال على العاملة المنزلية، فلا غاية أهم وأسمى من تلك التي تسعى إليها الزوجة في إطار الغايات المرسومة لقيام حياة زوجية ناجحة، وعليها أن تفعل المستحيل لتحقيق رضا زوجها وأسرتها.