من المنتظر أن تواجه المنافسة في صناعة البتروكيماويات تحديات كبيرة بين الدول المنتجة على مستوى عالمي، ومن بينها السعودية التي تعد ضمن الشركات الأولى في العالم في صناعة البتروكيماويات. أمام ذلك، أكد الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة التكامل للحلول الاقتصادية، وأحد المطورين والمؤسسين الرئيسين لشركة الكيان للبتروكيماويات أسعد الغامدي في حديثه ل"الوطن"، أن صناعة البتروكيماويات في المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي ستواجه تحديات ومنافسة شرسة خلال السنوات المقبلة يقف خلفها مصنعون ومنتجون جدد يمتلكون مصانع أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة، ووفرة الغاز، ومن ذوي الاعتماد على التقنية المتقدمة، إلى جانب امتلاكهم قدرة على الابتكار، وخصوا بذلك التطور في الولاياتالمتحدة الأميركية، حيث أفضى النمو السريع في مجال الغاز الصخري، إلى زيادة حادة في إنتاج الإيثاين والبروبين، ما أدى إلى ما وصفه البعض ب "نهضة في تصنيع البتروكيماويات". وأضاف: "وكذلك الحال بالنسبة للحكومات في آسيا، التي أظهرت اهتماماً لافتاً على مستوى ما تعمل عليه من تطوير لصناعاتها البتروكيماوية، بهدف مواكبة الطلب المحلي المتزايد على المنتجات البتروكيماوية، وبالتالي لابد أن يمثل هذا المستوى من المنافسة العالمية تنبيها لصناعة البتروكيماويات في دول مجلس التعاون الخليجي، من أجل تحسين كفاءتها. وقال الغامدي إن صناعة البتروكيماويات تعتمد على عدة أمور وركائز ومن أهمها، سعر اللقيم "غاز أو سوائل الغاز وجودة المنتج ومرونته لمواكبة رغبات الزبون، إلى جانب تكلفة الإنتاج "التكلفة الثابتة والتكلفة المتغيرة" لكل طن من المنتج إضافة إلى العرض والطلب، وسعر خام البترول الذي يتناسب طرديا مع سعر سوائل الغاز، إلى جانب كفاءة المصانع وكفاءة العاملين فيها، والموقع الإستراتيجي للمصانع وقربها من الأسواق العالمية، وتطوير المواد الحافزة "الكاتالست" لتقليل استهلاك اللقيم أو إنتاج منتج بمواصفات جديدة. وأضاف الغامدي: "كل ما سبق ذكره له أهمية في تنافسية صناعة البتروكيماويات على مستوى العالم، وقد يختلف كل سبب عن الآخر في تأثيره على الصناعة بحسب نوع المنتج والتقنية والموقع الجغرافي، وبالنسبة للمنتجات البتروكيماوية السعودية والخليجية عموما ستواجه منافسة حادة في سعر اللقيم، وخصوصا بعد إنتاج الغاز الصخري في شمال أميركا وبالتحديد في الولاياتالمتحدة الأميركية كما سيؤدي بدوره إلى خفض تكلفة الإنتاج "التكلفة المتغيرة" في أميركا، وبذلك سيضغط على المنتجات السعودية والخليجية لتخفيض السعر، مما قد يؤدي إلى انخفاض هامش الربح أو ربما البيع بتكلفة الإنتاج "عدم الربح" أو البيع بالخسارة، وقد تزداد حدة المنافسة إذا ما زادت أسعار البترول مما يعني زيادة سعر اللقيم لدينا وزيادة التكلفة المتغيرة، وستحتدم المنافسة إذا قل الطلب على أي منتج من المنتجات مما يشكل عامل ضغط آخر على سعر المنتجات". وبالنسبة لكفاءة المصانع وإدارتها قال الغامدي: "أعتقد أننا في وضع جيد ومنافس للغرب وأميركا في ذلك، وفي اعتقادي أن ال5 سنوات بداية من عام 2016 إلى عام 2020 م ستكون المنافسة حادة، وقد تصل في بعض الأحيان إلى البيع بسعر التكلفة أو حتى الخسارة في بعض الأوقات، وحسب نوع المنتج ولكن ليس بالحدة المتوقعة وذلك كون الطلب على منتجات البتروكيماويات في ازدياد ملحوظ في ظل غياب توسعات في مصانع العالم عدا المصانع التي ستنشأ من إنتاج واستهلاك الغاز الصخري". وأشار الغامدي إلى ضرورة أن يعي قطاع صناعة البتروكيماويات لمواجهة هذا الخطر أو حتى لزيادة الربحية بعوامل تتمثل في الاهتمام بتطوير المواد الحافزة "الكاتالست" ويتم ذلك في مراكز البحوث العلمية مثل مركز سابك أو بالتعاون مع مراكز البحوث في الجامعات المحلية والعالمية، وتخفيض تكلفة الإنتاج دون التأثير على سلامة المصانع أو جودة المنتج، مضيفاً: "وهذا الموضوع مهم ومختلف من صناعة لأخرى ومن منتج لآخر، وعمل تكتلات صناعية للتحكم في العرض ومحاولة التحكم في الأسع ار، وتجديد بعض المصانع القديمة قليلة الفعالية، وعمل الصيانة الدورية في أوقاتها للمحافظة على أكبر قدر من فترة عمل المصانع وتقليل الأعطال المفاجئة، تطوير منتجات جديدة بمواصفات عالية للمحافظة على الزبون وكذلك فتح أسواق جديدة والتركيز على المنتجات ذات القيمة المضافة".