يتوجه المصريون اليوم للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء على وثيقة الدستور الجديد، وسط تباين في وجهات النظر حول احتمالات تأثير دعوات المقاطعة التي أطلقها "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي، على عملية التصويت. وقال المتحدث باسم اللجنة العليا للانتخابات المستشار هشام مختار في مؤتمر صحفي أمس، إن عدد الناخبين الذين يحق لهم التصويت يبلغ 52 مليوناً و742 ألفاً و139 ناخباً، موزعين على 3317 لجنة فرعية موجودة داخل 3367 مقراً انتخابياً، وأن عدد اللجان العامة يبلغ 352 لجنة عامة على مستوى الجمهورية. وأضاف "إلغاء التصويت بالبريد للمصريين في الخارج أدى لانخفاض عدد المصوتين عن استفتاء دستور 2012، حيث كان النظام المعمول به في الاستفتاء السابق يسمح بالتصويت البريدي والحضور الشخصي لمقر السفارات والقنصليات المصرية، فيما سمحت اللجنة في الاستفتاء الحالي، بالتصويت بالحضور الشخصي فقط". إلى ذلك، قال قائد المنطقة المركزية العسكرية اللواء توحيد عبدالسميع، إن قوات من الجيش انتهت من الانتشار والتحركات داخل اللجان والمقار الانتخابية في محافظات القاهرة الكبرى وفى محافظات شمال الصعيد ببني سويف والفيوم والمنيا التي تعد مكان تمركز لعناصر جماعة الإخوان المسلمين، إضافة إلى محافظة المنوفية، حيث بلغ إجمالي القوات المنتشرة هناك 46 ألف عنصر لتأمين 12537 لجنة عامة ومركزا ومقرا انتخابيا، بإجمالي 22.154.036 مليون صوت انتخابي في تلك المحافظات وحدها، وأضاف أن هناك تعليمات مشددة للضباط والصف والجنود بضرورة التعامل بمنتهى الحزم والقوة مع أي محاولات لإفساد التصويت على الاستفتاء، مؤكداً إمكانية ضخ أعداد إضافية من القوات الأمنية عند الحاجة إليها، إضافة إلى القوات الخاصة من الصاعقة والمظلات المستعدة للتدخل الفوري عند أي طارئ". كما تفقد قائد الجيش الثالث الميداني اللواء أركان حرب أسامة عسكر مقار اللجان الانتخابية بمحافظة السويس، مؤكداً ضرورة أن تبذل القوات المسلحة أقصى ما لديها لحماية الاستفتاء وتأمين المواطنين في تلك المرحلة الهامة والتاريخية التي تمر بها مصر، على حد قوله. بدوره، خصص وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي طائرات عسكرية كمجهود جوي لنقل أكثر من 1000 قاض من الهيئات القضائية المشرفة على الاستفتاء بالأماكن النائية والمنعزلة. في سياقٍ أمني، أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة العقيد أحمد محمد علي، مقتل اثنين من العناصر التكفيرية، أثناء محاولتهم زرع عبوة ناسفة على طريق أبوطويلة بمدينة الشيخ زويد، في محاولة منهم لاستهداف تحركات قوات الجيش والشرطة، وقال "العبوة انفجرت في العنصرين، وبتفتيش جثتيهما عثر على جهازي لاسلكي، كان من المفترض استخدامهما في تفجير العبوة الناسفة بنظام التحكم عن بعد". بينما أكدت مصادر، رفضت ذكر اسمها، مقتل 7 من العناصر التكفيرية برصاص مسلحين مجهولين في مدينة رفح شمال سيناء، وأشارت إلى أن مجموعة من المسلحين نصبوا كميناً لجهاديين تكفيريين في قرية العجرة جنوب مدينة رفح، وأطلقوا النار عليهم ما أسفر عن مقتل 7 منهم على الأقل، مرجحة أن يكون الحادث انتقامياً بعد استهداف العناصر التكفيرية لأبناء القبائل بعد تأييدهم الجيش والشرطة والدستور الجديد، حسب تعبيرها. وتعليقاً على تصريحات رئيس الوزراء الإماراتي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم التي أعرب فيها عن أمله في أن لا يرشح الفريق أول عبدالفتاح السيسي نفسه في انتخابات الرئاسة المقررة في وقت لاحق من العام الجاري، قال نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور وحيد عبدالمجيد "الإمارات تخشي على مصر من الانزلاق في صراع سياسي جديد، وهذا هو مبرر تصريحات آل مكتوم، والمكان الطبيعي للفريق السيسي هو أن يكون ضامناً للتطور السياسي في مصر وحامياً لها ولثورتها، ومن الأفضل أن يكون مشرفاً على العملية السياسية وليس جزءاً منها أو طرفاً فيها، حتى تبقى قوته المعنوية والأخلاقية التي مكنته من إنقاذ مصر كما هي، ولكي يبقى فوق الصراعات السياسية، وأرى أن تصريحات آل مكتوم نصيحة صادقة تعبر عن رؤية صحيحة لطبيعة الوضع في مصر وتقلباته السياسية".