تقدمت "جبهة النصرة" التي تقاتل الجيش الحكومي بمبادرة لوقف القتال الدائر منذ أيام بين فصائل الثوار ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. وقال قائد الجبهة أبو محمد الجولاني في تسجيل صوتي نشر على الإنترنت، إن الجبهة تقدمت بهذه المبادرة "لإنقاذ الساحة السورية من الضياع". وأضاف أن المبادرة تشمل وقف إطلاق النار، والقضاء في الدماء والأموال المغتصبة. إضافة إلى الإفراج عن السجناء من الطرفين، وفتح الطرق، وإعطاء الأولوية للخطوط الأمامية في قتال القوات النظامية السورية. على أن يتم تشكيل لجنة شرعية من الفصائل المهمة تتولى الفصل في الخلافات. وتابع إن اتفاقاً محتملاً لوقف الاقتتال يجب أن يلزم الفصائل بالوقوف صفاً واحداً أمام أي فصيل لا يلتزم به. ووصف الجولاني المبادرة بأنها تمثل "طوق نجاة" لجميع المتحاربين. وكشف الجولاني أن عددا من الأطراف المتصارعة أبدت موقفاً إيجابياً من المبادرة، حيث قبل بها البعض، بينما علق آخرون موافقتهم عليها بموافقة أطراف أخرى. وانتقد بعض الفصائل التي قال إنها "ماطلت" في الرد، دون تحديد من هي. وحذر قائد جبهة النصرة من التداعيات الخطيرة لاستمرار الاقتتال الذي عده "فتنة" بين المسلمين، وقال إن استمرار الاشتباك بين الفصائل سينعش النظام السوري. ووجه الجولاني انتقادات شديدة لسياسة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وقال إنها سياسة خاطئة كان لها دور بارز في تأجيج الخلاف بين الفصائل. كما تسببت في إحداث فتنة بين الثوار. وضرب على ذلك مثلا باحتجاز أمير الجبهة الإسلامية في مدينة الرقة، قائلاً إن مصيره لا يزال مجهولاً حتى الآن. ومع أن جبهة النصرة وقفت إلى جانب الثوار ضد مقاتلي التنظيم خلال المعارك التي دارت في بعض المناطق بسورية، إلا أن الجبهة عادت قبل يومين ونفت أن تكون قد أعلنت الحرب على التنظيم الذي يتهمه ناشطون وفصائل معارضة بالضلوع في عمليات خطف وقتل. في غضون ذلك، توعد تنظيم "داعش" بسحق مقاتلي المعارضة السورية الذين يخوض مواجهات عنيفة ضدهم منذ الجمعة الماضية، وعدّ أن أعضاء الائتلاف المعارض باتوا "هدفاً مشروعاً له". ووجَّه المتحدث باسم التنظيم الشيخ أبو محمد العدناني الشامي، في تسجيل صوتي أول من أمس تحذيراً شديد اللهجة إلى المعارضة، متوعدا أعضاءها بالقتل. وقال في التسجيل "الدولة الإسلامية في العراق والشام تعلن أن الائتلاف والمجلس الوطني مع هيئة الأركان والمجلس العسكري، قد أعلنوا حربا ضد الدولة. وبدورنا نقول إن كل من ينتمي لهذا الكيان هو هدف مشروع لنا في كل مكان". وكان الائتلاف أعلن في بيان أصدره السبت الماضي "دعمه الكامل لمعركة مقاتلي المعارضة ضد تنظيم الدولة الإسلامية"، معداً أن من الضروري أن يستمر مقاتلو المعارضة بالدفاع عن الثورة ضد ميليشيات الرئيس السوري بشار الأسد، وقوى القاعدة التي تحاول خيانة الثورة".