كشفت دراسة عن وجود ارتباط وثيق بين اعتماد البشر على أنماط غذائية غربية، وبين زيادة معدلات الإصابة بمختلف أنواع الأورام. وأوضحت الدراسة التي نشرت في مجلة "نيوترينتس" المختصة بالأبحاث الغذائية، واعتمدت على بيانات من دول العالم منذ عام 1980، أن العولمة جعلت أغلب شعوب الأرض تغير أنماطها الغذائية خلال السنوات الأخيرة، بحيث أصبحت تحصل على أكثر من 20% من الحريرات من منتجات حيوانية، وتعتمد بشكل رئيس على اللحوم، والبيض، والحليب، والسمك، وهو ما يبدو مسؤولاً بشكل كبير عن الإصابة بالسرطان حول العالم. واستشهدت الدراسة بالشعب الياباني الذي كان يعتمد قبل 30 عاماً على الطعام التقليدي الذي لا تزيد فيه الحريرات المشتقة من المنتجات الحيوانية عن 10%، أغلبها من المأكولات البحرية، إلا أن التطور جعله يعتمد على وجبات غذائية غربية تحتوي على كميات أكبر من اللحوم، وهو ما زاد من شيوع الإصابة بالأورام. وذكرت الدراسة أن نسبة المدخنين كانت متماثلة في اليابان والولايات المتحدة قبل ثلاثين عاماً، ورغم ذلك زادت نسبة سرطان الرئة بين الأميركيين أكثر من اليابانيين. ولاحظ الباحثون أن التدخين، إضافة إلى زيادة استهلاك المشتقات الحيوانية يفسر وحده أكثر من نصف حالات الإصابة بالسرطان بين البشر في العالم. ويفسر العلماء هذا الارتباط بأنّ المشتقات الحيوانية تحفز الخلايا على النمو من خلال إنتاج هرمونات شبيهة ب"الإنسولين"، وهو ما قد يزيد الطول وقوة البنية، لكنه وبالمقابل يزيد من احتمال إصابة هذه الخلايا بالأورام الخبيثة.