دخلت الهدنة التي توصل إليها النظام السوري مع المعارضة للسماح بإدخال مواد إغاثة لمعضمية الشام حيز التنفيذ أمس، حيث وافق السكان على رفع العلم السوري على منازلهم كبادرة حسن نية لمدة 72 ساعة، بهدف سماح النظام بدخول مواد غذائية. كما يقضي الاتفاق بأن تقوم قوات المعارضة بتسليم الأسلحة الثقيلة إلى القوات النظامية، إذا سارت الأمور على ما يرام خلال الأيام الثلاثة الأولى من عمر الاتفاق، على ألا يدخل جيش النظام البلدة. كما يقضي الاتفاق كذلك بعودة سكان المدينة الذين نزحوا عنها، وانسحاب الحواجز العسكرية من المداخل. إلا أن مصدراً مقرباً من النظام أشار إلى أن القوات الحكومية ستدخل المدينة في وقت لاحق للتأكد من تسليم كل الأسلحة الثقيلة. وكان مقاتلون من الجيش السوري الحر قد سيطروا على حي المعضمية العام الماضي، وتحاول القوات الحكومية استعادته من خلال فرض حصار عليه، شمل قطع كل الإمدادات من الطعام والدواء والوقود. مما أدى إلى موت عشرات الأطفال بسبب سوء التغذية، كما يتهدد الجوع آلاف السكان الذين لجأ بعضهم إلى أكل أوراق الشجر للبقاء على قيد الحياة. وقال الجيش السوري إنه إذا استمرت الهدنة حتى اليوم سيسمح بدخول الطعام. كما قال ناشط قريب من المحادثات التي أدت إلى الاتفاق إن المفاوضات جرت بين المجالس العسكرية التابعة للجيش السوري الحر وأفراد من إدارات حكومية عسكرية وسياسية في المنطقة. في سياق ميداني، هز انفجار ضخم منطقة مطار دمشق فجر أمس، مما أدى إلى انقطاع للكهرباء بمعظم أحياء العاصمة وريفها. وقال مجلس قيادة الثورة في دمشق إن الانفجار وقع في خط الغاز المغذي لمحطة تشرين الحرارية بمنطقة البيطارية الواقعة قرب المطار، وأسفر عن اشتعال للحرائق بشكل ضخم حيث شوهدت ألسنة اللهب في أغلب أحياء دمشق. وفي ريف دمشق، دارت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين الجيش الحر وقوات النظام المدعومة بعناصر من "الشبيحة" على أطراف حي القابون بالعاصمة. كما واصلت طائرات النظام قصفها على أحياء برزة والقابون وجوبر. إلى ذلك، تعرض مخيم اليرموك والقدم جنوب العاصمة دمشق لقصف عنيف مع استمرار الاشتباكات في المخيم، مع تواصل حملات دهم في أحياء ركن الدين والميدان وانتشار لقوات النظام في منطقة الصالحية. وكانت قوات المعارضة قد سيطرت أمس على حاجز اللواء 68 في خان الشيح قرب الطريق بين دمشق والقنيطرة. وفي حلب، واصلت قوات النظام قصفها لليوم الثاني عشر على التوالي. وقال ناشطون إن حدة القصف الجوي تراجعت أمس مقارنة بالأيام الماضية. مشيرة إلى أن القصف طال حي السكري في المدينة وحريتان في ريفها، حيث أدى إلى سقوط مزيد من الضحايا والدمار. كما وقعت اشتباكات عنيفة بين قوات المعارضة وقوات النظام في منطقة النقارين في حلب، وأفادت شبكة شام برس بأن طائرات النظام شنَّت عدة غارات على مدينة حريتان في ريف حلب، استهدفت عددا من المباني السكنية ومركزا للتسوق في المدينة، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.