شرفت جامعة الملك خالد، قبل أكثر من شهر، بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير، وبحضور كبير من المسؤولين والإعلاميين ووجهاء وأعيان المنطقة للاطلاع على المدينة الجامعية الجديدة في الفرعاء. كان الهدف الاطلاع على ما تم إنجازه من المشروع الذي تتعدد قطاعاته، ولا غرو، فجامعة الملك خالد بأبها تحمل الرقم الثامن في منظومة جامعات المملكة وتتربع على أجمل المواقع في منطقة عسير من حيث طبوغرافية الأرض وتميز موقعها الذي يأتي: - على أودية كل من الشعف - دلغان – الفرعاء – بني جابرة – المسقي – تمنية – وكلها من مأتي وادي عتود الذي هو من أكبر أودية السراة. • يجاور المدينة الجامعية متنزه الأمير سلطان والقصور الملكية - غابات الجرة - شفاء المسقي ومتنزه شفاء آل يزيد - متنزه دلغان. وإلى الغرب منها السفوح الغربية ذات المطلات الجميلة والغنية بالحياة الفطرية والنباتات والأشجار المتنوعة. • وإلى الجنوب والشرق مركز الشعف الذي تتبعه المدينة الجامعية وجبل الصحن -ومتنزه الحبلة - ومركز الواديين وعلى مسافات متساوية من مدن أبها الحضرية (أبها – خميس مشيط – أحد رفيدة) وبالقرب من الموقع الأسواق الأسبوعية في كل من( اثنين بن حموض/ ربوع آل يزيد/ جمعة الواديين). ومن الناحية التاريخية فالمواقع قريبة من مدينة جرش الأثرية التي كان لها دور مهم قبل الإسلام وفي العصور الأولى للدولة الإسلامية، وجار التنقيب فيها عن آثارها لتكون معلماً أثرياً سيكون رافداً مهما للدارسين في علم التاريخ والآثار لأبنائنا من الطلاب الأكاديميين من منسوبي الجامعة. ومن معالم مدينة جرش هضبة حمومة وجبل ضمك - شكر الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة العاشرة من الهجرة بشكر بدلاً من كشر. إن يوم الأربعاء الثالث من شهر محرم لهذا العام، وهو يوم زيارة سمو أمير المنطقة للمدينة الجامعية، يذكرنا باليوم التاسع من محرم لعام 1419 الذي يعد من الأيام الحافلة في تاريخ منطقة عسير الحديث؛ ففي ذلك اليوم كانت المنطقة على موعد بمناسبة الزيارة الكريمة لخادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله بنصره -، ولي العهد في حينه، حيث صدر المرسوم الملكي السامي رقم 7/83 بدمج فرعي جامعة الملك سعود وجامعة الإمام في جامعة واحدة، وفي حفل وضع حجر الأساس للجامعة الجديدة، أعلن وزير التعليم العالي تسمية الجامعة الجديدة بمسمى جامعة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز إلا أن الملك عبدالله - حفظه الله - وكما هي عادته بادر في كلمته الخالدة وبعفويته: "إن لخالد بن عبدالعزيز في نفوسنا جميعاً مكانة متميزة لذلك أعلن تسمية هذه الجامعة بدلاً من اسمي باسم جامعة الملك خالد - رحمه الله -". إن جامعة الملك خالد بموقعها ومنشآتها مدينة متكاملة الخدمات؛ فموقعها العام على مساحة تقارب تسعة كيلومترات مربعة، حيث يسير العمل في البناء والتشييد في الموقع الذي يتكون من مجموعة متصلة من المرتفعات الجبلية والهضاب والأودية والآبار، وقد أحسن مصممو المدينة في استغلال جماليات الموقع ومكوناته الطبيعية والحفاظ عليها والاستفادة من الأنماط المعمارية وتوظيفها في الدراسات والتصاميم العمرانية والحافظة على طبيعتها البيئية ومخزونها من الحياة الفطرية والنباتية. إن كل مواطن ومسؤول في هذه المنطقة وفي مقدمة الجميع الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير، يتطلع للمستقبل الواعد بإذن الله لجامعتنا الغالية جامعة الملك خالد بن عبدالعزيز - رحمه الله -، كمنارة إشعاع وتنوير، وعامل من عوامل النهوض التنموي. إن من بشائر السعد لجامعة الملك خالد أن تحمل اسم ذلك القائد والملك البار بشعبه الملك خالد بن عبدالعزيز - رحمه الله -، ففي زيارته لمنطقة عسير في اليوم الثاني من شهر شعبان 1399 أطلق - طيب الله ثراه - النور فأضاءت عسير بالكهرباء فكان فاتحة خير لتنميتها وتطويرها عمرانياً واقتصادياً. شكرا لسمو أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، على الزيارة التفقدية وشكرا لجامعة الملك خالد ومديرها ومسؤوليها الذين أبرزوا هذا المنجز والمستقبل الواعد بإذن الله.