رشق مشجع جزائري في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، الحافلة التي كانت تقل فريق الكرة بالنادي الأهلي المصري وهو في طريقه إلى ملعب "أول نوفمبر" بولاية تيزي وزو الجزائرية لأداء تدريبه الأخير ليلة مباراته مع شبيبة القبائل الجزائري في الجولة الثالثة من مباريات دوري المجموعات ببطولة دوري الأبطال الأفريقي. وأعاد الحادث للأذهان، واقعة اعتداء الجماهير المصرية بنفس الطريقة (رشق بالحجارة) على حافلة منتخب الجزائر بالقرب من مطار القاهرة الدولي قبل مواجهة نظيره المصري في 24 نوفمبر الماضي في الجولة الأخيرة من التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا. وتعود التفاصيل إلى اختفاء مشجع جزائري بين الأشجار الكثيفة الممتدة على طول الطريق من الفندق إلى ملعب التدريب والمباراة، ورشق الحافلة بحجر اخترق زجاجها وأصاب المهاجم أسامة حسني والمدافع أحمد السيد، مما أدى إلى توقف الحافلة في الطريق بتعليمات من رجال الأمن الجزائريين، حيث هرعت الشرطة والإعلام المصري إليها لاستطلاع الأمر، وتوتر الموقف سريعاً قبل وصول سيارة إسعاف في أقل من خمس دقائق، في الوقت الذي كان يجري فيه طبيب الأهلي وليد عبد الباقي إسعافات سريعة للاعبين، حيث أصيب أسامة حسني في العين اليمنى من جراء تحطم الزجاج. وفي غضون لحظات معدودة وصلت تعزيزات أمنية، وتم وضع متاريس في كل شوارع المدينة، فيما قامت فرقة أمنية بمطاردة الجاني في الغابات، وصرح مصدر أمني جزائري أنه تم إلقاء القبض عليه وخضع لتحقيق عاجل. من جانبه، وفي أول رد فعل من الجانب المصري، رفض رئيس النادي الأهلي المرافق للبعثة حسن حمدي تصعيد الأمر في حينه، وطالب الحافلة بالتحرك في طريقها لملعب التدريب، قبل أن يؤكد في المؤتمر الصحفي أن الحادث فردي، وأن النادي لن يصعده تاركاً تقدير الأمور لمراقب ومنسق المباراة اللذين تفقدا الحافلة وإصابة اللاعب أسامة حسني الذي خرج على إثرها من قائمة المباراة لعدم تمكنه من أداء التدريب الأخير والأساسي ليلة المباراة. فيما هرع محافظ ولاية تيزي وزو معزوز حسين يرافقه مدير أمن الولاية سرير محمد إلى الملعب لتفقد البعثة، وتقدما باعتذار رسمي لها، وقالا إن الحادث فردي لا يجب أن تتكرر معه الأزمة التي عصفت بعلاقات البلدين قبل تسعة أشهر. كما تقدم رئيس نادي الشبيبة محمد الحناشي باعتذار رسمي لرئيس النادي الأهلي بعد أن حرص على زيارة البعثة في مقر الإقامة عقب انتهاء الفريق من أداء مرانه الأخير، وعاد رئيس النادي الأهلي للتأكيد مجدداً على قبوله الاعتذارات الرسمية. ونفت الجهات الأمنية في ولاية تيزي وزو ما رددته وسائل الإعلام المصرية بشأن عثورها على كمية من المتفجرات في متجر للأحذية يقع بالقرب من ملعب المباراة، وإحباط محاولة جديدة أكبر وأخطر من الاعتداء على فريق الأهلي يوم المباراة. وصرحت بأنها قامت بتعزيز الإجراءات الأمنية حول مقر إقامة البعثة المصرية وحول ملعب المباراة.