تواصل جهات الاختصاص في اللجنة الحكومية الخماسية، المعنية بمتابعة تدفق مياه "بحيرة الأصفر"، والمكونة من "الإمارة، وهيئة الري والصرف، والأمانة، وفرع وزارة النقل، والدفاع المدني"، أعمال تعميق أجزاء من البحيرة لمواجهة تدفق المياه "حاليا"، لاستيعاب الكميات الكبيرة "المتزايدة" مستقبلاً والحد من التدفق إلى خارج البحيرة مرة أخرى. وأعلنت اللجنة توقف تدفق المياه إلى خارج البحيرة أمس، وذلك بعد الانتهاء من إنشاء سد ترابي "أولي" عند مصدر تدفق المياه، وذلك في أحد أطراف البحيرة "الشمال الشرقي"، والذي يبعد عن الطريق الرئيسي لمدينة العيون- العقير نحو 11 كيلومترا، ومن طريق مدينة العمران 9 كيلومترات، كما تدرس اللجنة إمكانية وضع "عبارات" للمياه لتأمين الحماية للطريق الرئيسي، وكذلك لحماية أعمدة الضغط الكهربائي "الهوائي"، مع الأخذ في الاعتبار أن تسلك تلك ال"عبارات" طرقاً آمنة. وشدد مدير عام هيئة الري والصرف في الأحساء- الذي تترأس إدارته أعمال اللجنة- المهندس أحمد بن عبدالله الجغيمان، في تصريحه إلى "الوطن" أمس، على أن اللجنة تعمل على تأمين حركة "المياه"، وبقائها في مواقعها المعتادة، مؤكداً أن جميع مؤشرات ظروف تدفق المياه من البحيرة تشير إلى الارتفاع "المتزايد" في منسوب المياه إلى مستويات عالية تجاوزت معدلاتها المعتادة في السنوات الماضية، لافتاً إلى أن المعدلات الطبيعية لمنسوب المياه في البحيرة بأقصى عمق 4 أمتار، وأغلب الأعماق من 60 سم إلى 100 سم، مشيداً بجهود جميع الجهات ذات العلاقة في الحد من تراكم المياه في المنطقة الصحراوية الواقعة بين شرق العيون وشاطئ العقير، مؤكداً أن اللجنة بالتعاون مع جهات أخرى، تعتزم تنفيذ دراسات متعمقة للحد من تكرار تدفق المياه، وتشتمل تلك الدراسات على الحصول على قاعدة بيانات متكاملة وصور جوية ومسح طبوجرافي للمنطقة والمناطق المحيطة بها، وكذلك دراسة معدلات تدفق المياه. وذكر أن الوضع الحالي للبحيرة أصبح قادراً على استيعاب كميات من المياه، مضيفاً أن جميع المياه المتدفقة من البحيرة إلى خارجها كانت مياهاً صافية، ولا تشير إلى وجود دلائل لملوثات بيئية. وأضاف الجغيمان أن ممثل الشركة السعودية للكهرباء في الأحساء، موجود في أعمال اللجنة، والشركة على اطلاع مستمر بالوضع، وهم يتعاملون بما يلزم لتأمين سلامة أعمدة الضغط العالي، التي اخترقتها المياه المتدفقة من البحيرة خلال اليومين الماضين، والعمل على إزاحة المياه منها، مؤكداً عدم سقوط أي عمود ضغط كهربائي عالٍ في موقع تدفق المياه، وأن "الأعمدة" التي في أحد المواقع القريبة من الطريق الرئيسي ليست "ساقطة" وإنما موضوعة على الأرض بانتظار التركيب في وقت لاحق. بدوره، أكد أمين الأحساء المهندس عادل الملحم في حديثه أمس إلى "الوطن"، أن اللجنة المعنية بتدفق مياه البحيرة، وقفت مساء أول من أمس ميدانياً على الموقع، وذلك بحضور وكيل المحافظ خالد البراك، ومدير عام هيئة الري والصرف المهندس أحمد الجغيمان، وجرى إرسال فرق تدعيم من الأمانة لمواجهة التدفق، وتبين أن هناك تدفقاً كبيراً من المياه نتيجة "غزارة" الأمطار التي هطلت على الأحساء أخيراً، مؤكداً أن الوضع الحالي تحت السيطرة. وأضاف أن حركة تدفق المياه من البحيرة تعتبر حركة "طبيعية"، إلا أن مسارها اعترضه بعض المشاريع الحديثة كخطوط الضغط الهوائي، وطريق العيون- العقير.