سيطرت أجهزة حكومية أمس، على نحو 80 في المئة، من المياه المتدفقة من بحيرة الأصفر، التي تسببت في شل الحركة على طريق العقير – الأحساء. فيما يتوقع أن تستكمل بقية الجهود اليوم، لإغلاق منطقة الانهيار، الذي شهده أول من أمس، سد ترابي يحجز مياه البحيرة، الواقعة شرق محافظة الأحساء. وأثرت هذه المياه المتدفقة على القواعد الأساسية لأعمدة الكهرباء ذات الضغط العالي، بعد أن وصلت إلى قواعد الأبراج، التي تقع في مجرى المياه المتدفقة، وأصبحت تشكل خطورة كبيرة. وعمل أكثر من 35 شاحنة نقل وجرافة تابعة لأمانة الأحساء وهيئة الري، على إنشاء سدود رملية، وحواجز لتحويل مجرى المياه إلى داخل الصحراء، وإبعادها عن الطريق، ووقف تدفق المياه. كما عملت الدوريات الأمنية والمرور على مدار الساعة، لتأمين حركة السير في منطقة جريان المياه. وإنشاء الحواجز، ومنع دخول السيارات إلى هذه الممرات، حفاظاً على سلامة ركابها. وعقدت غرفة العمليات، التي تضم جهات حكومية وأهلية عدة، اجتماعاً أمس، عرضت خلاله صور حية عن مواقع تسرب مياه البحيرة، والتوسع الجديد لها، بتشكل بحيرات جديدة إثر سقوط كميات الأمطار القياسية في الفترة الماضية، واقتراح الحلول اللازمة لمعالجة الوضع سريعاً، والعمل على الحد من أي خطورة على الأرواح والممتلكات. والعمل على تنفيذ المقترحات عاجلاً. وأبدى ممثلو الجهات المشاركة، استعدادهم «لتقديم كل ما يلزم من إمكانات لمعالجة التسرب، وتكثيف الحضور الأمني، لتنبيه العابرين ومرتادي المنطقة المتضررة، لتجنب مواقع الخطورة. وتم رصد مؤشرات عالية على توقف تدفق المياه إلى الطريق، وانخفاضها في المناطق القريبة، بعد أن تم وضع المعالجات ووسائل الحماية على مسار تدفق المياه. كما أن الموقع لا يزال قيد المراقبة والمتابعة من الجهات المعنية، مع استمرار انعقاد غرفة العمليات على مدار الساعة للتواصل حول كل المستجدات». وقال المتحدث باسم هيئة الري والصرف في الأحساء فرحان العقيل: «إن تدفق المياه توقف بنسبة 80 في المئة. وسيتوقف نهائياً خلال الساعات المقبلة. فيما انخفضت مياه البحيرة بشكل كبير جداً»، مضيفاً أن «وزارة النقل عملت على فتح طرق موقتة، لتوجيه المياه إلى الأماكن المنخفضة، وتجميعها فيها. كما تم إغلاق طريق العقير – العيون موقتاً، وتحويله إلى طريق العقير – الجشة، حتى يتوقف تسرب المياه». وأشار إلى وقوع «أضرار في الطريق، مثل الهبوط لطبقة الإسفلت، والتشققات. وسيعمل مقاولو الصيانة على ترميم الأضرار»، لافتاً إلى قيام هيئة الري ب «تتبع مصدر خروج المياه إلى الطرق الرئيسة. وإغلاقها بالرمال». البراك: الوضع «مطمئن» عاين وكيل محافظة الأحساء خالد البراك، والمدير العام لهيئة الري والصرف المهندس أحمد الجغيمان، وأمين الأحساء المهندس عادل الملحم، أمس، مجرى تسرب مياه البحيرة، لمعرفة الأسباب، وضمان عدم تكرارها، ووصول المياه إلى طريق العقير – العيون، ووضع حلول «عاجلة» للتسرب، وإعادة الحركة إلى الطريق، وإصلاح الأضرار التي وقعت. كما تم تكليف لجنة متخصصة لدرس أسباب الارتفاع المفاجئ في مياه البحيرة، ودراسة البحيرة من الجوانب البيئية والفنية، ووضع الحلول السريعة للحفاظ عليها، وعلى وضعها الطبيعي، لتكون مقصداً سياحياً، وكذلك دراسة عدم تكرار التسرب في أقصى الظروف البيئية. وأكد البراك، بعد الجولة، أن «الوضع مطمئن، إذ لم يشكل تسرب المياه من البحيرة أي خطورة على السكان، أو الممتلكات»، مستدركاً أن «الأمر يحتاج إلى الحيطة والحذر، خلال ارتياد المنطقة المتضررة من تدفق مياه البحيرة». وأشار إلى أنه «شكلت غرفة عمليات، تضم: هيئة الري والصرف، والأمانة، والدفاع المدني، وإدارة النقل، وشركتي «أرامكو السعودية» و»الكهرباء السعودية»، لمتابعة الوضع في البحيرة، والعمل على تحديد حلول سريعة، لمعالجة الموقف، والتعرف على الأسباب التي أدت إلى هذه الحالة». بدوره، أوضح مدير مكتب وزارة النقل في الأحساء المهندس عادل البقشي، أن «الأعمال متواصلة لردم الخطوط المؤدية إلى دخول المياه فيها، ووصولها إلى الطريق الرئيس. كما تم فتح طرق بعرض 30 متراً، وطول يتجاوز 800 متر، وعمق يراوح بين مترين إلى ثلاثة أمتار، وبعيدة عن الطريق الرئيس». يذكر أنه وقع انهيار لسد رملي أول من أمس، يستعمل لحجز مياه بحيرة الأصفر، بسبب الضغط الكبير على السد، وارتفاع منسوب المياه. وغطت المياه أجزاء واسعة من طريق العقير – العيون، بطول يصل إلى 15 كيلومتراً. ما أعاق حركة موظفي شركتي «أرامكو السعودية» و»السعودية للكهرباء». وكانت دراسات أجريت خلال الفترة من العام 2007، حتى العام 2010، أوضحت أن حجم كمية المياه المتدفقة في البحيرة صيفاً، يراوح بين 6 ملايين و190 ألف متر مكعب، إلى 22 مليوناً و850 ألف متر مكعب، على مساحة سطحية 19.2 كيلومتر مربع. فيما يصل حجم المياه المتدفقة في البحيرة شتاءً إلى 59 مليوناً و500 ألف متر مكعب، على مساحة تمتد إلى 22.4 كيلومتر.