وجه رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان حديثا شفافا ومباشرا إلى الذين ينظرون إلى المملكة من "منظار البترول" وحده ، داعيا إياهم إلى أن ينتبهوا لحقائق تاريخية على أرض الواقع قائلا "إن عائدات البترول حققت للمملكة وشعبها إنجازات عظيمة لم تنشأ عن فراغ هي أيضا، بل نشأت عن جذور تاريخية وحضارة عريقة وتواصل مع تطور الحضارة العالمية في الماضي والحاضر". وأكد في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاحه مساء أول من أمس معرض "طرق التجارة في الجزيرة العربية روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور" في محطته الثالثة بالولاياتالمتحدة الأميركية الذي يستضيفه متحف الفنون الجميلة بمدينة هيوستون بولاية تكساس، على أن محتويات المعرض تلقى نظرة فاحصة على أهمية طرق التجارة القديمة في تاريخ شبه الجزيرة العربية. وأشار إلى ازدهار الواحات والمدن والمحطات التجارية آنذاك على امتداد الطرق التي سلكتها القوافل عبر الطرق القديمة وإلى التبادل الاقتصادي والثقافي والفني الذي نشأ على امتداد رحلات القوافل التجارية وما تتطلبه مثل تلك القوافل من عناصر الاستقرار والازدهار. وقال "إن تاريخ المملكة العربية السعودية يؤكد مدى الاستقرار والازدهار الذي شهدته عبر السنين، وهو تأكيد لحاضر الاستقرار والازدهار الذي تحققه المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وتوجيهاته الحكيمة لتقدم المملكة المستمر بخطى واثقة وعزم أكيد". وتابع: إن الاكتشافات الأثرية الحديثة تؤكد ازدهار المدن التجارية التاريخية مثل مكةالمكرمة والمدينة المنورة وتيماء والعلا ونجران في فترات تاريخية سابقة لانتشار الدعوة الإسلامية التي لم تنشأ من فراغ بل نشأت في مناطق كانت ذات نشاط اقتصادي من خلال رحلات القوافل التجارية وذات نشاط تجاري وثقافي في الأسواق الموسمية مثل سوق عكاظ الذي كان سوقا للنشاط التجاري وموسماً ثقافيا للشعر العربي. وقال "إن نور الدعوة الإسلامية الذي أشرق في أرض المملكة جدد ظروف الأمن والاستقرار التي امتدت من شبه الجزيرة العربية إلى مناطق انتشار الحضارة العربية والإسلامية في عصور تطورها وازدهارها". وأشار إلى نموذج من نماذج التعاون القائم بين المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدة، وذلك من خلال اشتراك الأميركيين في التنقيب عن البترول والعلاقات الطيبة بينهم وبين السعوديين خلال فترات عملهم في أرامكو، إلى جانب وجود آلاف المبتعثين السعوديين الذين يتلقون دراستهم في الولاياتالمتحدة ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي. وكان الحفل بدأ بقص الشريط إيذانا بافتتاح المعرض، ثم التقطت الصور التذكارية للأمير سلطان مع عدد من ضيوف المعرض الذي كان من بينهم وزير الخارجية الأميركية الأسبق جيمس بيكر. إثر ذلك قدم هدايا تذكارية لعدد من رؤساء المؤسسات والشخصيات التي أسهمت في رعاية المعرض، ثم تسلم هدية تذكارية من مدير متحف الفنون الجميلة.