بعد تجمد الحياة المسرحية في مصر طوال السنوات الخمس الماضية، بدأ عدد من الفنانين التفكير في تقديم أعمال جديدة يعيدون بها الفن الأول، لاسيما في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها صناعة السينما في مصر، وتراجع بعض جهات الإنتاج وبخاصة المملوكة للدولة، عن تقديم أعمال درامية. وهو ما دفع بالكثير من المنتجين إلى محاولة إعادة الروح من جديد إلى المسرح، لجذب الأُسر والعائلات، بعد أن فشلت محاولات جذبهم إلى السينما بسبب الأفلام الهابطة، التي قدمت مؤخراً وأثارت استياء العديد من الفئات في المجتمع. وبدءا من الشهر المقبل ستشهد الحركة المسرحية في مصر رواجاً ملحوظاً، حيث من المقرر عرض أكثر من 15 مسرحية، تجري بروفاتها حالياً، لنجوم ونجمات كبار، وهي محاولة مدعومة من بعض الفنانين أنفسهم وكذلك المنتجين، بالإضافة إلى جهود مكثفة تبذلها وزارة الثقافة، وهوما يؤشر بشكل كبير على بدء عودة الحياة في مصر إلى طبيعتها، بعد سلسلة من الاضطرابات السياسية والأمنية على مدار السنوات الماضية. ومن أبرز الأعمال التي يتم التجهيز لها حالياً، "لما الشعب يفلسع"، وهو عمل كوميدي يغلب عليه الطابع السياسي، بطولة أحمد بدير، ورانيا فريد شوقي، وإنتاج وزارة الثقافة بالتعاون مع شركة إنتاج خاصة، ومن المقرر أن يُزاح الستار عنه في النصف الثاني من الشهر المقبل. أما حنان شوقي، التي غابت عن الفن لأكثر من 15 عاما، قررت العودة من جديد من خلال المسرح، حيث تعكف حالياً على إجراء بروفات مسرحيتها "خط أحمر"، وهي من إخراج أسامة فوزي، وتأليف يسري الفخراني. وهناك أيضاً "اللي بنى مصر" بطولة محمود الجندي، ومحمد ثروت، وهو عمل سياسي، ومن المقرر عرضه في الأسبوع الأول من الشهر المقبل. وبعد فترة من الغياب عن الفن، قرر أشرف عبدالباقي العودة إلى المسرح من جديد، من خلال سلسلة من الأعمال القصيرة، التي تحمل الطابع السياسي الساخر، من خلال مسرحيات "مصر محسودة"، و"سلامة"، و"نهارك سعيد"، التي ستعرض بواقع 10 أيام لكل منها، وهي من تأليف وليد يوسف، وإخراج أحمد فوزي. أما أحمد راتب فيقدم مسرحية تحمل اسم "زنقة الرجالة"، بالاشتراك مع هشام عبدالله، وعبير عادل، وإخراج محمد متولي، وإنتاج مسرح الدولة. رئيس البيت الفني للمسرح الفنان فتوح أحمد، توقع ل"الوطن"، أن يعاود المسرح نشاطه مجدداً بعد فترة من الجمود، مشيراً إلى أن المؤشر الأساسي من ذلك هو بداية بدء استقرار الأوضاع في البلاد، لافتاً إلى أن البيت الفني، وبالتعاون مع وزارة الثقافة سيعمل على جذب العائلة المصرية من جديد إلى المسرح، بعد هجر وغياب دام أكثر من خمس سنوات.