أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن تأييده لمشروع إقامة مركز إسلامي يتضمن مسجدا في موقع قريب من المكان الذي وقع فيه هجوم 11 سبتمبر 2001 الذي استهدف برجي التجارة العالمية بجنوب حي مانهاتن بمدينة نيويورك. وقال الرئيس في حفل للإفطار أول من أمس دعا إليه في البيت الأبيض بمناسبة شهر رمضان المبارك إن إقامة المسجد علامة على حرية ممارسة الشعائر الدينية للأمريكيين على مختلف معتقداتهم وأن القيم الأمريكية تدافع عن هذا الحق بالنسبة للجميع ولا يمكن أن تسلبه من مسلميها. وتابع أوباما "حتى أكون واضحا فإنني كمواطن أمريكي وكمسلم أؤمن بأن من حق المسلمين ممارسة شعائر دينهم مثلهم مثل بقية الأمريكيين بما في ذلك إقامة مركز إسلامي على أرض خاصة في جنوب مانهاتن بما يتفق مع القوانين والقواعد المعمول بها هناك. هذه هي أمريكا والتزامنا بحرية الأديان يجب أن يكون ثابتا". وكان 68% من الأمريكيين قد أعربوا عن معارضتهم لإقامة المسجد فيما وافق على إقامته 29% فقط طبقا لعدد من استطلاعات الرأي العام التي أجرتها مؤسسات أمريكية متخصصة. ونصح الرئيس أوباما بأن يبقى خارج الخلاف الذي شغل الأمريكيين في الآونة الاخيرة حتى يتجنب إنعاش ما استهدفه من دعاية جمهورية من أنه "مسلم متنكر" لاسيما مع اقتراب موعد إجراء انتخابات الكونجرس النصفية. غير أن أوباما قرر في نهاية المطاف أن يتخذ موقفا بتأييد إقامة المسجد. وقال عدد من أعضاء الكونجرس الجمهوريين إن الرئيس أخطأ بإعلان تأييد إقامة المسجد. وأوضح أحد القادة الجمهوريين في نيويورك وهو دان سينور ، أن القضية ليست حرية الأديان وإنما إصرار الجالية الإسلامية في الولاياتالمتحدة على تحدي مشاعر الأمريكيين بإقامة مسجد في موقع هجوم ارتكبه متطرفون مسلمون. وأضاف "نحن نحترم حرية الأديان ولكن إقامة المركز الإسلامي ستعمق مشاعر الكراهية وستؤدي إلى انقسامات". غير أن عمدة المدينة مايكل بلومبرج أصدر بيانا أشاد فيه بقرار الرئيس واعتبره تعبيرا عن القيم الأمريكية التي تدافع عن حرية الأديان. وكانت كبرى المنظمات اليهودية في الولاياتالمتحدة وهي رابطة مكافحة التشويه التي تقول إنها متخصصة في الدفاع عن الحقوق المدنية بما في ذلك رفض العنصرية والتعصب قد أصدرت بيانا ترفض فيه إقامة المركز الإسلامي لأسباب مشابهة لما قاله سينور. وأصدر مجلس العلاقات الأمريكية – الإسلامية (كير) بيانا أشاد فيه بقرار أوباما واعتبره قرارا مشجعا. وقال رئيس المجلس إبراهيم هوبر إن تدخل الرئيس كان مهما. وأضاف "لقد بلغ مستوى الهيستيريا المعادية للمسلمين مستويات غير مسبوقة بسبب هذا الخلاف المصطنع وقد أحسن الرئيس بتدخله على هذا النحو. إننا نشعر بالامتنان لهذا الموقف القوي".