أجبر غياب الهلال الأحمر في مركز قبة شرق القصيم الأهالي على نقل مصابي الحوادث المرورية إلى مستشفى قبة العام؛ الذي يواجه أعباء إسعاف المصابين على الطريق الدولي، الذي يربط الشمال بالشرق مرورا بمركز قبة، ويشهد حوادث متزايدة، وهو ما دفع المواطنين إلى اتهام فرع هيئة الهلال الأحمر بالمنطقة، بعدم الاستجابة لنداءاتهم بإنشاء فرع لهم، رغم الحوادث المأساوية التي كان آخرها حصد 5 طلاب من مدينة تدريب الأمن العام. وفي الوقت الذي يكافح فيه إسعاف المستشفى وطواقمه الطبية بقطع المسافات الطويلة لمباشرة المصابين وإسعافهم، اكتفى المتحدث الرسمي لفرع الهيئة بمنطقة القصيم محمد الجعيثن في تصريح إلى "الوطن" بالقول، إن مركز قبة من المراكز ذات الأولوية بالمنطقة، وإنه تمت مخاطبة الجهات المعنية بالهيئة بهذا الطلب، مستدركا بأن افتتاح مركز يرتبط بقرارات مجلس المنطقة، وهو من يقرر افتتاح مثل هذه المراكز. وأكدت مصادر مطلعة بمستشفى قبة العام ل"الوطن" أن إحصائية الحوادث التي باشرتها إسعافات المستشفى خلال السنوات الخمس الماضية، أي منذ افتتاح الطريق الدولي الذي يمر بالمركز، أكدت وقوع 516 حادثا، فيما تجاوز عدد المصابين جراء تلك الحوادث 912 مصابا، مبينة أن عدد الوفيات بلغ 41 حالة، فيما بلغ عدد الحالات التي استقبلها المستشفى وتم نقلها بواسطة سيارات المواطنين 394 حالة. وبين الأهالي أن بعض الحوادث يتم نقل مصابيها عن طريق مركباتهم الخاصة، مما قد يعرض المصاب لإصابات مضاعفة جراء هذا النقل، إضافة إلى حمل المتوفين بسيارات مكشوفة لا تحافظ على حرمة المتوفى، مضيفين أن هذا الصمت من قبل هيئة الهلال الأحمر السعودي بالقصيم أمام هذه الحوادث التي راح ضحيتها الكثير من المواطنين والمقيمين يثير الكثير من التساؤلات. وطالب الأهالي أيضا بتدخل عاجل من قبل رئيس الهيئة الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز؛ لإيجاد مركز للهلال الأحمر بقبة، الذي أصبح وجوده فيه أمرا ضروريا، خاصة أن أقرب مركز للهلال الأحمر يبعد عن قبة 80 كلم، وهو مركز إسعاف الأسياح. وفي هذا السياق، يقول المواطنون صالح العلوي، وعبدالله القبع، وأحمد الحربي، إن تنامي السكان المتزايد والتوسع العمراني بشكل سريع في مركز قبة وارتباطه بطريق دولي، جعل افتتاح مركز للهلال الأحمر أمرا ضروريا وملحا، إضافة إلى وجود شركات تعدين شمال المركز، تضم عددا كبيرا من الجنسيات المختلفة. وأضافوا أن بعض المصابين يتم نقلهم عن طريق مركبات المواطنين، خاصة أن عدد المصابين في بعض الحوادث يزيد عن طاقة إسعافات مستشفى قبة، وآخرها الحادث الذي وقع بالقرب من مركز قبة ل15 وافدا يعملون في شركة معادن شمال المركز بهجرة البعثة، وجرى نقلهم عن طريق سيارات مواطنين مكشوفة بطريقة غير لائقة، ولكن كان ذلك ضروريا.