(كان الفنان السعودي الراحل هاني السعدي من القلائل الذين لمسوا ذات الطفل وأثروا فيها، فأصبح أبا لأجيال عديدة وحارسا لأحلامهم وذاكرتهم). بهذه الكلمات ختم وكيل وزارة الثقافة للإعلام الخارجي الدكتور سعود كاتب كلمته التي ألقاها مساء أول من أمس في حفل تكريم الفنان السعودي الراحل سفير النوايا الحسنة السعدي بجدة. وقال كاتب في كلمته: هذه الليلة ونحن نكرم الفنان الذي قدم الكثير لمجتمعه وأصبحت شخصيته في ذاكرة السعوديين منذ أن أشرقت الشاشة السعودية بشخصية "بابا فرحان"التي ابتكرها في وقت كنا بحاجة إليها، فإنه لا يسعني إلا أن أقدم لكم تحية وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة وتهنئته بحفلكم لتكريم السعدي. ثم أعلن عن موافقة وزارة الإعلام على إصدار مجلة متخصصة بالأطفال باسم "بابا فرحان" والموافقة على جائزة هاني السعدي لقصص الأطفال. وكانت الجمعية العربية للثقافة والفنون قد دعت إلى حفل تكريم السعدي عددا من المثقفين والإعلاميين وأصدقاء الراحل حيث ألقى شقيقه الفنان خالد السعدي كلمة ترحيبية بالحضور مستعيدا بها ذكرى الراحل الذي وصفه بأنه لم يكن شقيقا فقط بل كان أبا وأستاذا وصديقا، وإن ذكرى وفاته تشعرنا بمرارة غيابه والإحساس بفقدان فنان نذر نفسه لخدمة أطفال وطنه. وفي الحفل تم عرض فيلم قصير عن "بابا فرحان"، وهي الشخصية التي ابتكرها الفنان وقدمها لأطفال المملكة منذ عام 1991، وتم في الفيلم عرض شخصيات أسرة بابا فرحان وطبيعة اهتمامها وسلوكها، منتهيا بعرض مشاهد من عدد من الحلقات التلفزيونية منذ عام 1992 مركزا على محطات تحول الشخصية من شخصية تقدم نفسها خلف أقنعة "ماسكات"، إلى انتقالها بالتحول إلى الجرافيكس عام 2003، ثم إلى "ثري دي" عام 2007. في كلمة إضافية أعلن ابنه ماجد أن الأسرة قررت عودة "بابا فرحان" بعد توقفه ورحيل مبتكر شخصيته، وقال: مخططنا يتسع لجميع الأطفال العرب لأنهم بحاجة عميقة لشخصية بابا فرحان الذي سيرونه بحلة جديدة، لذلك وضعنا برنامجا تنفيذيا عبر أربع بوابات هي ما ستقوم به مؤسسة المكتب للإنتاج الفني، وهي المؤسسة التي أسسها الفنان الراحل بالتعاون مع مؤسسات داعمة للمشروع، وتشمل هذه البوابات قنوات التلفزة والإذاعة والمسرح والصحافة وخدمة الهاتف الجوال. بدوره قال الروائي عبده خال في كلمة له بهذه المناسبة إنه كان سيتحدث بلغة المثقفين عن موضوع يتعلق بالقص ونقده، غير أنه وجد أن طبيعة الاحتفال لا تسمح بذلك، مؤكدا أنه لا أحد يستطيع الكتابة للطفل ما لم يكن طفلا في داخله. في نهاية الحفل قدم المنظمون سيرة ذاتية لشخصيات بابا فرحان، ثم مسرحية من مشهد واحد لطرح تطلعات العاملين في المشروع مستحضرين روح الراحل. وبعدها كرمت المؤسسات والشخصيات المساهمة والراعية لهذا الحفل ومنها "الوطن"، حيث سلم كاتب درعا تذكاريا للزميل مصطفى فقيه، كما قدمت أسرة الراحل درعا تذكاريا لوزير الإعلام تسلمها كاتب بالنيابة، وبالمقابل قدمت جمعية الثقافة والفنون درعا بالمناسبة لأسرة الراحل. .... • شهادات • عبدالرحمن الهزاع: السعدي سيبقى في الذاكرة، وهو شخصية مهمة في تطور الأعمال الدرامية الخاصة بالأطفال. • سعود الشيخي: السعدي اسمه يلمع في ذاكرة أجيال من السعوديين.