أعرب وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله عن معارضته لخدمة عرض الشوارع (ستريت فيو) التي تعتزم شركة "جوجل" المتخصصة في خدمات البحث على الإنترنت إطلاقها في ألمانيا نهاية العام الجاري. وقال فيسترفيله في تصريحات لصحيفة "بيلد آم زونتاج" الألمانية: إنه عازم على منع ظهور صور لمنزله في تلك الخدمة. وقال الوزير الذي يتزعم الحزب الديموقراطي الحر الشريك في الائتلاف الحاكم: "سأفعل ذلك، فهذا الأمر بالنسبة لي مسألة مبدأ، لذلك سأستخدم كل إمكانياتي لمنع ذلك". وفي سياق متصل، ذكر فيسترفيله أنه يعتبر الحزب الديموقراطي الحر مدافعا عن الحق المدني في الخصوصية، وقال: "حساسية موضوع حماية الخصوصية ستزيد في ألمانيا بشكل ملحوظ، ولهذا الحق المدني محام جدير بالثقة في الحزب الديموقراطي الحر". وأوضح الوزير أن حزبه متمسك في هذه القضية بمبدأ: "عالم الإنترنت الحديث والخصوصية الجديرة بالحماية لا ينبغي أن يصبحا خصمين". من جانبه، ذكر يوهانس كاسبار، مفوض شؤون حماية البيانات الشخصية بولاية هامبورج، شمالي ألمانيا، أن مسألة خدمة عرض الشوارع لجوجل أظهرت بوضوح نقاط الضعف في عملية حماية البيانات في ألمانيا. وقال كاسبار في تصريحات لصحيفة "زود دويتشه تسايتونج" الألمانية الصادرة أمس السبت: إن هذا الأمر أظهر أنه "يتعين تنظيم التعامل مع البيانات الجغرافية". وطالب كاسبار بإصلاح سريع لقانون حماية البيانات الاتحادي، كما أكد على ضرورة أن تفي الدولة بالتزاماتها تجاه حماية المواطنين، وقال: "يتعين على الدولة وضع قواعد تمكن من تفعيل حماية البيانات". يذكر أن خطط إطلاق جوجل خدمة عرض الشوارع في ألمانيا أثارت الكثير من الانتقادات، حيث يخشى بعض المواطنين ومسؤولي البلديات أن تتم إساءة استخدام الخدمة في أغراض إجرامية مثل السطو على المنازل. كما تعالت الانتقادات بعدما أعلن في مايو الماضي أن الكاميرات المتحركة الخاصة بخدمة عرض الشوارع تلتقط أيضا بيانات من شبكات لا سلكية مفتوحة، وتقوم الشركة بتخزينها. وكانت الشركة أعلنت الثلاثاء الماضي في ألمانيا أن الخدمة التي ستوفر تصويرا دقيقا للشوارع والمنازل على الإنترنت ستشمل 20 مدينة ألمانية، بين مدينتي ميونيخ في جنوب البلاد وهامبورج في شمالها. وستتاح للمستأجرين وأصحاب المنازل قبل بدء الخدمة إمكانية الاعتراض على الخدمة وتقديم طلبات بجعل منازلهم غير واضحة المعالم في تلك الخدمة. وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "برلينر تسايتونج" الألمانية الصادرة أمس أن الشركة تلقت عشرات الآلاف من الطلبات بعدم إظهار منازل على خدمة "ستريت فيو". في الوقت نفسه، أظهر استطلاع حديث للرأي أن 52% من الألمان يعارضون خدمة "ستريت فيو"، بينما أيدها 47% من الذين شملهم الاستطلاع. وأظهر الاستطلاع الذي أجراه معهد "إمنيد" لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من صحيفة "بيلد آم زونتاج" أن هناك تباينا بين الرجال والنساء في موقفهم من الخدمة، حيث عارضت نسبة 66% من النساء الخدمة، بينما بلغت نسبة المعارضة بين الرجال 37% فقط.