لا يكتفي العديد من المبتعثين بالعودة إلى الوطن بشهادات التخرج، ولكنهم يسعون إلى استكمال المسيرة، والحصول على براءات اختراعات عالمية. وفي الوقت الذي تكرم فيه الجامعات الأجنبية طلابها المبتعثين، ترفض بعض الشركات السعودية توظيفهم، وتمتنع عن استقبال اختراعاتهم، والاستفادة منها.. هذا ما حدث مع طالب الماجستير في تقنية المعلومات بجامعة ماريلاند الأميركية فهد الحيدري الذي اعتقد أن اختراعه الذي حصل به على المركز الثاني بين أكثر من 100 مشروع تخرج، سيكون تذكرة عبور إلى العمل في كبرى الشركات السعودية، لكن ظنه لم يكن في محله، فقد ذهب اختراعه أدراج الرياح، ولم يلق اهتماما. في المقابل احتضنت جامعات أميركية الشاب السعودي، وتبنت اختراعاته، ودعته شركة "مايكروسوفت" إلى مؤتمر عالمي لمناقشة مشروعه. هذا وتمكن المبتعث في مرحلة الماجستير بجامعة طوكيو للتكنولوجيا سالم صالح باوزير من العمل في إحدى الشركات اليابانية من خلال مختبراتها لمدة خمسة أشهر كمتعاون، بعد توصية من معلمه، ونظرا لكفاءته قامت الشركة بتمديد عمله إلى سنة كاملة، قام خلالها بإتمام المشروع الذي فاز به بجائزة أفضل بحث في مؤتمر "الهندسة الطبية والحيوية للباحثين الشباب" في كانتو شرق اليابان. وقدم الطالب عرضا شرح فيه تفاصيل بحثه الذي أتمّه بالتعاون مع شركة يابانية، وقام فيه بتطوير جهاز يفرز ويقسم الخلايا العصبية والخلايا الجذعية العصبية بحسب حجمها، أو صبغتها، دون أن تتعرض الخلايا لأي ضرر، أو تلف، مستخدما في ذلك مركب البوفيدون الذي يحافظ على الخلايا سليمة، مما يسمح للباحث بإعادة استخدامها في تجارب حيوية أخرى لاحقا، أو حتى في تجارب طبية، نظرا لما تكون عليه الخلايا من درجة عالية من النقاء بعد الفرز، وخلوها من أي شوائب. ويعكف سالم حاليا على صنع كبسولات هلامية صغيرة الحجم من مادة حيوية، لتمثل جسرا يتم من خلاله زرع الخلايا الجذعية العصبية المفرزة إلى الأجزاء المصابة من النخاع. المبتعث مشاري الوشمي نموذج مشرف آخر، فقد حصل على براءة اختراع من جامعة ميموريال في كندا عن جهاز خاص بالأمراض الصدرية، حيث كرمته إدارة الجامعة مع أربعة آخرين قدموا أفضل خمسة اختراعات على مستوى الطلاب. ويعمل الوشمى على مشروع تخرجه الذي يناقش تدقيق فعالية مقياس التنفس اليدوي، وفائدته في الكشف عن الأمراض الصدرية، والذي قدمه في أحد أكبر المؤتمرات الخاصة بأمراض الصدر بأميركا. كما أحرز المحاضر بكلية طب الأسنان بجامعة طيبة، والمبتعث لدراسة الدكتوراه بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأميركية ساري برزنجي المرتبة الأولى لأفضل "بوستر" في مؤتمر الفريق الدولي لزراعة الأسنان بأميركا الشمالية لعام 2013م ، عن الجزء الأول من رسالة الدكتوراه التي يعدها في جامعة هارفرد. وأخيراً حققت المبتعثة إلى كلية الطب بجامعة كنجز كولج بلندن سامية الشولي، في تخصص علم المناعة التشخيصي وأمراض الحساسية إنجازا، حيث اكتشفت الدور الفعال للمكملة البروتينية (CD46) في التئام الجروح الناجمة عن الأمراض المزمنة والسرطان، وقد تم تسجيل براءة الاكتشاف في الجمعية البريطانية لعلم المناعة (BSI). كما حصلت الطالبة عائشة نمشان الدوسري على جائز أفضل فكرة بحث، واحتلت المركز الثاني، في المسابقة التي أقيمت على هامش مؤتمر البحث السنوي في جامعة وسترن أونتاريو في كندا. ودارت فكرة البحث حول كيفية تطور تعليم التمريض في المستوى الجامعي بطريقة تناسب العادات والتقاليد.