لم يعد الحصول على الأدوات التي يصنع بها السدو بالأمر الهين، لذا تحتفظ حرفيات السدو بأدواتهن لعشرات السنين، إذ تشكل هذه الصناعة إرثاً يفتخرن به قبل أن يكون مصدر قوت لهن. أم مشعل حرفية السدو التي تمتهنه منذ 30 عاماً فاق عمر أدواتها خبرتها بعد أن ورثتها من والدتها التي علمتها الحرفة. وتقول إنها تحتفظ بالشيصاة – وهي آلة تهذيب السدو مصنوعة من قرن الغزال – منذ 40 عاماً بعدما كانت تستعملها والدتها، ولم يعد الحصول على هذه الآلة بالأمر الهين. وتطوي أم مشعل شيصاة صنعتها بآلاف الأمتار بشكل جيد، ولا تزال تعمل بإتقان وحرفية. وتشارك أم مشعل الفائزة العام الماضي بجائزة عكاظ للحرف اليدوية ضمن 100 حرفية بمهرجان السدو بالجوف، الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار بالجوف في عرض منتجاتها من السدو بأشكال مختلفة ومتنوعة، فلديها حافظة للذهب صنعتها من السدو، وحقيبة يدوية، وأخرى للشاي والقهوة، كما أن لديها لوحات تشكيلية حاكتها بفنها اليدوي من السدو، لتحوله إلى لوحات جميلة تحمل إرثا جوفيا ممزوجا بالفن التشكيلي، فيما تتفاوت أسعار قطعها الصغيرة - كما أوضحت - ما بين 20 إلى 200 ريال، فيما تصل القطع الكبيرة إلى 15 ألف ريال. وقالت أم مشعل ل"الوطن" إنها وقريناتها تعلمن حياكة السدو قبل عشرات السنين من أجل صناعة بيوت الشعر وما تحتاجه من قطع داخلية، وإن هذه الصناعة تستغرق وقتاَ طويلاً، إذ تحتاج بعض القطع التي تحمل ألواناً متعددة وأشكالاً مختلفة لمدة عام كامل، مبينة أن مهنة السدو تحولت في الأعوام الأخيرة إلى مهنة تقتات منها، بعد أن أدركت متطلبات السوق وذوق النساء على حد تعبيرها، وباتت تصنع الحقائب واللوحات بأشكال مختلفة من السدو. كما نجحت في الترويج لها وبيعها خلاف القطع الكبيرة لارتفاع أسعارها. ولفتت إلى أن المهرجانات كانت بواباتها الناجحة للسوق وأنها تحرص على المشاركة فيها. أما نهلة وهي سيدة خمسينية فتعرض عشرات اللوحات التشكيلية التي نسجتها بيدها. وتقول إنها تعلمت الحرفة أيضاً من والدتها قبل 30 عاماً وتحضر الأصواف من الأردن، وتقوم بتشكيلها بلوحات فنية مصنوعة من النسيج، وتتراوح أسعار لوحاتها ما بين 500 إلى 2000 ريال، مشيرة إلى أنها تصنع الكروشيه وتشكله على هيئة حقائب وقبعات نسائية، وأنها ابتكرت أخيراً صناعة جديدة لتصنع يدوياًّ حقائب من الحبال لا تتخطى أسعارها 150 ريالاً.