انتقدت الشؤون الاجتماعية بمناسبة اليوم العالمي للمعاقين ما وصفته ب"تفاعل اليوم الواحد" من قبل الجهات المعنية بخدمة المعاقين، مبررة انتقادها بعدم توفير الخدمات اللازمة في المرافق العامة والخاصة لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، خاصة من يعانون من إعاقات حركية، مشيرة إلى أن المعاق جزء من المجتمع ويحتاج إلى الرعاية والاهتمام من الجميع دائما وليس فقط عند مناسبة اليوم العالمي له. وأوضح المتحدث الرسمي للشؤون الاجتماعية بمنطقة المدينةالمنورة أحمد مسلم السناني ل"الوطن" عن تقصير بعض الجهات بخدمة المعاق وعدم توفير كافة الخدمات التي يحتاجها المعاق مثل موقف لسيارته ومزلاج يتناسب مع المقياس العالمي لصعوده لمقر الجهة الخدمية. وتحفظ السناني على بعض الجهات الخدمية التي تعنى بشكل مباشر بخدمة المعاقين من ذوي الاحتياجات الخاصة ويعانون من إعاقة حركية بتوفير الخدمات والراحة لهم عند التنقل، مثل بعض المدارس التي يلتحق بها عدد من الطلاب، حيث لا توجد مصاعد وقلة من مديري المدارس يحيلون فصل الطالب من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى الدور الارضي. وأضاف السناني أن ثمة جهات خدمية لا يستطيع المعاقون حركيا دخولها بسبب عدم توفر مدخل خاص بهم، فيما لا توفر إدارات بعض الجهات مزلاجا للمعاقين بحسب مواصفات المقياس العالمي للارتفاع. من جهته، أوضح نائب المدير التنفيذي لشؤون الأبحاث في مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة الدكتور علي العضيب أن هناك عدة برامج يطبقها المركز ومنها برنامج الفحص المبكر عن الأمراض بالنسبة للأطفال حديثي الولادة. وأضاف أنه منذ إطلاق البرنامج، تم فحص 800 ألف مولود وبلغ عدد المصابين ما يقارب 790 طفلا، حيث تم التدخل مباشرة بالعمليات العلاجية، وبحسب هذه الإحصائية فإن هناك طفلا بين كل 1000 طفل يصاب بنوع من أنواع الإعاقة. وأضاف أن الإعاقات التي تم تشخيصها في المواليد متنوعة ما بين إعاقات عصبية وحركية، والبعض الآخر يعاني من إصابات تؤثر على الجهاز العصبي والعضلي، وإذا لم يتم التدخل بها بشكل مباشر تتسبب في إعاقة دائمة، وقد تؤدي إلى الوفاة، مشيرا إلى أن مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة يهتم باستمرار بوضع الحلول الإيجابية وتلمس احتياجات الفئات المعاقة واحتياجات أسرهم، لذلك سعى لوضع حلول لتوفير بيئة مناسبة للمعاق تمثلت في تطبيق برنامج "الوصول الشامل" الذي أقر من مجلس المقام السامي، حيث يهدف هذا البرنامج لمساعدة المعاقين على تمكينهم من الانخراط في البرامج التنموية في الوسط المحلى وإيجاد الوسائل الكفيلة لفئة الإعاقة للاندماج بشكل كامل في المجتمع، منها الوصول للمباني والوزارات والجهات الحكومية التي يقصدها المعاق وتيسير الطرق للمعاقين الخاصة بهم، وعمل المركز على تطبيق برنامج آخر سيعمل عليه يسهل تحويل المباني الحكومية وشبه الحكومية والفنادق لبيئات مناسبة لفئة المعاقين. وأضاف أن الدولة تبذل العديد من أجل فئة المعاقين، حيث مركز الأمير سلمان سعى لإيجاد وتطبيق أول نظام رعاية المعوَّقين، وأصبح يعمل به أكثر من 12 عاما، إلى جانب أن هناك نسخة أخرى يسعى لها المركز لتحقيقها خاصة بنظام المعاقين بعد إضافة تعديلات تتناسب مع الوضع الاجتماعي ومع الحياة، وفيما يخص التعلم فهناك تطبيق برنامج القياس الذي يكشف عن مدى إصابة الطفل بأي أنواع صعوبات التعلم، سواء لها علاقة بالكتابة أو القراءة أو الرياضيات والذاكرة، وجميع هذه البرامج تم تطبيقها إلى جانب برامج عدة بتعاون مع الشؤون الاجتماعية يعرف ب"برنامج دور الرعاية النهارية". يشار إلى أن آخر إحصائية رسمية صدرت من وزارة الصحة مؤخرا تؤكد وصول عدد ذوي الاحتياجات الخاصة في المملكة إلى 720 ألفا، بالإضافة إلى أن هناك طفلا يولد معاقا من بين كل ألف مولود.