في أول زيارة له منذ توليه منصبه، ينتظر أن يقوم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بزيارة إلى الرياض، يلتقي خلالها بالمسؤولين السعوديين. وتكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة بعد توصل طهران ودول (5+1) إلى اتفاق حول برنامج الأولى النووي. وأبلغ "الوطن" نائب السفير الإيرانيبالرياض إبراهيم نوروزي، أن التنسيق جار مع حكومة المملكة لتحديد موعد الزيارة، مشيرا إلى أن "الموعد لم يتحدد بعد، لكن هناك اتصالات جارية مع الإخوة في الرياض حول زيارة الوزير". وردا على سؤال حول ما إذا كانت الزيارة ستتم قبل موعد اجتماع "جنيف 2" المقرر في 22 يناير المقبل، قال "بالطبع ستكون قبل هذا التاريخ، وستكون في القريب العاجل"، مفيداً أن مباحثات ظريف مع المسؤولين السعوديين ستتضمن كافة القضايا الإقليمية بما فيها النسخة الثانية من اجتماعات جنيف حول الموضوع السوري. وكانت آخر زيارة قام بها وزير خارجية إيراني إلى المملكة تمت قبل 7 أشهر في أبريل الماضي، والتقى خلالها الوزير السابق علي أكبر صالحي، بالمسؤولين السعوديين في جدة. ومنذ وصول الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني إلى سدة الحكم، سعت طهران لإرسال رسائل إيجابية تجاه جيرانها في المنطقة وبالأخص دول الخليج، غير أن الأخيرة تريد من طهران ترجمة "خطابها" إلى أفعال لا أقوال. وقال نائب السفير الإيراني في المملكة في اتصال مع الصحيفة أمس، إن العلاقات بين بلاده والمملكة ستأخذ حيزاً مهماًّ من المباحثات التي سيجريها الوزير الإيراني مع المسؤولين السعوديين، وإن كافة القضايا الإقليمية بالمنطقة بما فيها الأزمة السورية واجتماع "جنيف 2" ستكون حاضرة في مباحثات الوزير. ويأتي نبأ إعلان زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى الرياض وبعض الدول الخليجية، بعد أيام من توصل طهران ودول (5+1) إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، وفي ظل تصريحات الرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني، الثلاثاء الماضي في مقابلة مع صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية بأنه يريد تحسين العلاقات مع السعودية. ورحبت دول المجموعة الخليجية بهذا الاتفاق، فيما عدته السعودية خطوة باتجاه الحل في حال توفر "حسن النوايا" في التطبيق. وكانت الرياض، عبرت عن مخاوفها في أوقات سابقة من أن يكون التوصل إلى اتفاق حول برنامج إيران النووي على حساب الأزمة السورية، وهو ما بدده وزير خارجية الولاياتالمتحدة جون كيري في زيارته الأخيرة إلى المملكة.