قررت أمانة حزب الله اللبناني إخضاع بعض من قياداته لتحقيق "سري"، لمعرفة المتسبب في تسريب وثائق مخططه لاقتحام منطقة القلمون السورية ل"الوطن"، في وقت أيدت وسيلة إعلامية تابعة للحزب المعلومات ببدء تنفيذ خطة وصفتها ب"قضم القلمون البطيء"، في إشارة لأهمية المنطقة بالنسبة للحزب والنظام السوري. وأبلغ "الوطن" مصدر مطلع على الإجراء، أن الحزب بات يشهد نوعاً من الارتباك وعدم الثقة، خصوصا في قيادات الصف الأول، بعد تسريب تلك المعلومات التي تهدف إلى إفراغ المنطقة من سكانها، وإحلال سكان بديلين عنهم، في إطار خطة تهجيرٍ "طائفية"، وتطويق دمشق من الجهة الشمالية لحمايتها من سيطرة الثوار أو تقدمهم، إضافة إلى دعم قوات النظام بما يسمح له بأن يضع شروطه، على طاولة مؤتمر جنيف 2. ما إن كشفت "الوطن" مخطط حزب الله اللبناني لاقتحام منطقة القلمون السورية، وإفراغها من سكانها، وإحلال سكان بديلين عنهم، في إطار خطة تهجيرٍ "طائفية"، قررت أمانة الحزب إخضاع عدد من القيادات لتحقيق "سري موسع"، للكشف عن المتسبب في تسريب المخطط للصحيفة. وقالت المصادر، التي سربت مخطط حزب الله، إن الحزب بات يشهد نوعاً من عدم الثقة، خصوصا في قيادات الصف الأول، بعد تسريب تلك المعلومات، في وقت، خرجت إحدى وسائل الإعلام اللبنانية المحسوبة على الحزب، لتأكيد معلومات "الوطن"، لكنها أخذت على عاتقها تغيير المصطلحات التي تضمنتها تلك المعلومات. وقالت الصحيفة اللبنانية التابعة لحزب الله إن الحزب على وشك أن ينفذ خطة "قضم القلمون البطيء"، في إشارة لأهمية المنطقة بالنسبة للحزب والنظام السوري على حد سواء. وكانت "الوطن" كشفت على حلقتين متتاليتين، مخططاً للحزب الطائفي، يستهدف اقتحام القلمون، وتطويق دمشق من الجهة الشمالية لحمايتها من سيطرة الثوار أو تقدمهم، إضافة إلى دعم قوات النظام بما يسمح له بأن يضع شروطه، وبقوه على طاولة مؤتمر جنيف 2، إذا تم عقده. ميدانياً، خسر الحزب أول من أمس، قائد عملياته في منطقة السيدة زينب على أطراف دمشق، وهو المدعو علي شبيب محمود، والملقب ب"أبو تراب الرويس". ولحق به أمس، حسن محمد مرعي أحد أبناء منطقة جبشيت اللبنانية، في معارك بنفس المنطقة. في هذه الأثناء، سيطر الجيش السوري الحر، حسب معلوماتٍ "الوطن" على مستودعات 413 في النبك بمنطقة القلمون، مما دعا إعلام النظام لإعلان ما قال إنه تقدم للجيش النظامي في المنطقة، في محاولةٍ للتضليل على تقدم الكتائب المقاتلة. وكانت كتائب الجيش السوري الحر عززت مقاتليها في منطقة القلمون بآلاف المقاتلين الذين تدافعوا إلى المنطقة إثر كشف "الوطن" عن مخطط حزب الله، حسبما قال مُعارضٌ سوريٌ بارز للصحيفة، آثر ألا يتم الكشف عن هويته. وأضاف "كنت شخصياً أحاول دفع المقاتلين لدخول القلمون وقراها، لكن قوبلت دعواتي بالرفض تحت ذريعة كثافة مقاتلي الحزب والنظام وقلة أعداد مقاتلي الجيش الحر، لكن كان للصحيفة حين كشفت عن المخطط الدافع الأكبر لدخول 30 مركبة محملة بمئات المقاتلين للمنطقة، لمواجهة التهجير المنظم الذي اعتمده الحزب وتم الكشف عنه". إلى ذلك كثَّف النظام السوري عملياته العسكرية في منطقة القلمون شمال دمشق، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام التي تحاول السيطرة على المنطقة. وأفاد ناشطون أن آلاف السكان اضطروا للمغادرة والنزوح خوفاً من تطور القتال. وقال رئيس بلدية عرسال علي الحجيري في تصريحات صحفية أمس "النزوح يتواصل بشكل كبير، وبعض النازحين ينامون في سياراتهم، وهم يحتاجون إلى مأوى وإلى كل شيء". وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الاشتباكات العنيفة بين الجانبين لا تزال متواصلة منذ يوم الجمعة الماضي. وأضاف مديره رامي عبدالرحمن "العمليات الجارية في القلمون هي تمهيد لمعركة كبيرة يتوقع اندلاعها في أي لحظة، ونظراً لأهميتها على مستقبل الصراع فقد قام الجانبان باستقدام تعزيزات إضافية لجنوده". وأضاف أن "حزب الله" حشد الآلاف من عناصره لمساعدة النظام السوري في هذه المعركة التي يعتبرها فاصلة، لاسيما أنها تسبق مفاوضات "جنيف 2" حيث يسعى لدخول المفاوضات وهو في وضع ميداني أفضل". وتابع أن جبهة النصرة والكتائب المقاتلة المعارضة حشدت بدورها الآلاف من أنصارها. وأشار عبدالرحمن إلى أن الطيران الحكومي قام خلال اليومين الماضيين بأكثر من 10 غارات على المنطقة. وكانت الحكومة السورية قد سعت إلى كسب الرأي العام بجانبها في هذه المعركة، عندما زعمت أن الطريق الذي يمتد شمالي العاصمة دمشق في اتجاه حمص والساحل هو الطريق الأفضل لنقل الأسلحة الكيماوية إلى خارج البلاد. وذلك حتى تمتص أي غضب عالمي من حدة المعارك التي يتوقع نشوبها بين فينة وأخرى.