شهدت بلدة عرسال في البقاع اللبناني أمس حركة نزوح كثيفة لعائلات سورية، نتيجة للمعارك الضارية التي تشهدها قرى قارة والقلمون بسورية. وأفادت معلومات عن مقتل لبناني يدعى حاتم حمشو من جبل محسن العلوي أثناء قتاله في سورية إلى جانب الجيش السوري. كما نعى حزب الله أمس في بيان أحد عناصره الذي قضى في ريف دمشق ويدعى علي شبيب محمود. من جهة ثانية، دعا رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان المسيحيين إلى "عدم الانغلاق المنافي لرسالتهم، وعدم مسايرة الأنظمة المتسلطة". وقال "لا مكان في الكرة الأرضية للتقوقع، والانعزال ليس من شيم المسيحية". وكان سليمان شدد خلال لقائه مدعي عام التمييز بالوكالة القاضي سمير حمود، على ضرورة متابعة الإجراءات القضائية في ملفات متفجرات طرابلس والرويس ومقتل الشيخ سعد الدين غيه في طرابلس، والهيئة العليا للإغاثة، "دون تأثر أو خضوع لأي ضغوط أو تدخلات، والاستناد فقط إلى القانون والنصوص المرعية". إلى ذلك تواصلت ردود الأفعال الرسمية المنددة بالقصف السوري على بعض بلدات لبنان، وقال مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي "الدولة لا تتحمل مسؤوليتها في حماية الأراضي اللبنانية"، منتقداً أداء وزير الخارجية عدنان منصور الذي وصفه بقوله إنه "يتلكأ في القيام بدوره، بشكل يوحي أنه بات وزيراً لخارجية النظام السوري وليس للدولة اللبنانية". ودعا لنشر الجيش على الحدود اللبنانية السورية، والتصدي لهذه الاعتداءات التي تستهدف السيادة اللبنانية". وكانت شخصيات لبنانية بارزة قد وجهت انتقادات حادة لزعيم حزب الله حسن نصر الله، ووصفت خطابه الأخير الذي ألقاه بمناسبة عاشوراء وأكد فيه بقاء قوات حزبه في سورية للقتال إلى جانب قوات الأسد بأنه "مخزٍ". ودعت إلى إجباره على الانسحاب من لبنان والالتزام بسياسة النأي بالنفس التي تتبعها بيروت. وقال النائب في البرلمان اللبناني عن تيار المستقبل الدكتور أحمد فتفت إن في خطاب نصر الله أمرا جديدا مقارنة بكلامه في الفترات السابقة، وهو إعلانه الرسمي بأنه لا يهتم بأي رأي لبناني، "وأنه قرر أن يخوض المعركة كعميل إيراني في المنطقة، وبالتالي فهو ينفذ السياسة الإيرانية بالكامل". وأضاف "خروجه العلني في الضاحية وسط أنصاره ليؤكد أن مقاتليه باقون في سورية يجيء في إطار رفع المعنويات لجمهوره، وهذا يدل على أن معنويات جمهوره منخفضة في الفترة الحالية". وتابع بالقول إن ما قاله زعيم الحزب الطائفي "هو انتهاك واضح للدولة اللبنانية، وانتهاك لإعلان بعبدا الموقع قبل سنة ونصف السنة بخصوص الحياد الأمني الكامل في الموضوع السوري، وهذا إنما يدل على انعدام الثقة في كلامه، وأنه أصبح بلا مصداقية لبنانياً". ودعا فتفت الحكومة اللبنانية إلى التدخل ورد اعتبارها عبر مطالبة نصر الله بالانسحاب من سورية والالتزام بسياسة الدولة المعلنة. كما دعا لمحاسبته على ما اقترفه في سورية من جرائم.